2

332 13 57
                                    

خرجت تبتسم وهي تنظر لصديقتها التي تتكلم كثيراً، يا اللهي كيف سوف يتحلمها زوجها في المستقبل. تحكم بيد اختها التي تمشي وهي تمسك كرة صغيرة حمراء في يدها.

تمر الفتيات عبر احد الشوارع التي تكره انزا حقا المرور عبرها، لكن مابيد حيلة، فهذه الطريق الوحيدة التي تخرجهم عبر طريق آخر ليكملو السير للمنزل ليسا.

هذا الشارع الذي تخرج منه روائح كريهة، سجائر، حشيش، قوارير المشروبات و الكحول الرخيصة في كل مكان، بعض المتشردين نائمون بعمق في ذاك الظلام.

اغمضت عينيها و احكمت يد اختها الصغيرة بقوة، هي تكره أن ترى الصغيرة هذا لكن لا تستيطع فعل شيء ما. نظرت لها ليسا وقالت: اسفة بسبب اصبحتي تمرين من هذا الشارع، اسفة حقاً فهذه اقصر طريق لكي نصل للشارع الرئيسي.

حركت انزا رئسها ببطئ ثم ارفدت: لا بأس، لا عليك سوف اعتاد.

سمعتا صوت صراخ من احد الابواب في نفس الشارع فأحست ببعض الخوف، لتسقط كرة نازلي من يدها و تتدحرج في ذاك الظلام.

حاولت الصغيرة نزع يد اختها لكي تلحق بكرتها، لكن انزا لم تتركها لتردف: سوف احضرها انتظري هنا.

تمسكت بها نازلي وقالت: أريد الذهاب معك أرجوكي...

نظرت انزا لليسا وقالت لها: امسكي هذه الاكياس، سوف اجلب كرة نازلي فقط. حركت الأخرى رأسها بخوف لكن اردفت: لا تذهبي، اشعر بالخوف، بالله عليك سوف احضر لها كرة أخرى.

فقالت نازلي بطفولية: ليسا أنا أحب هذه الكرة جداً، إنها هدية من امي.

حركت انزا رأسها في الارجاء ثم قالت: حسنا حبيبتي سوف احضرها لك.

امسكت يد اختها ثم تقدمت إلى ذاك الظلام و في كل مرة يزداد الصوت اكثر، انبطحت لكي تأخذ الكرة فإذ بها ترفع عينيها العسلية لترا قدمين، دب الرعب داخلها، حاولت الرجوع وهي تخفي اختها خلفها لكن ذاك الرجل أمسك بمعصمها ليتكلم بلكنة إسبانية ممكن: رائع فتاة أخرى سوف اضمك للمجموعة، ربما تزداد الارباح و اللعنة شعرك جميل.

صرخت انزا بقوة لتبدا اختها بالصراخ و البكاء ليأتيهم صوت ليسا الخائف من بعيد، لتردف انزا: نازلي اركضي إلى ليسا بسرعة و اهربا، سوف أعود حبيبتي، سوف أعود، كل شيء سيكون بخير، فقط ابقي مع ليسا ولا تخافي... قالت كل كلماتها بينما الرجل يجذبها بكل قوة وهي تحاول ان تجد شيء تمسك به، واللعنة إنه اقوى منها.

اخذها ليختفي صوتها بينما هي التي كانت بين قبضته و قد تحجرت دموعها حول عسليتيها وهي تمسك بتلك الكرة بإحكام واللعنة لقد تركت اختها، لقد تركت آخر ماتبقى لها من امها الراحلة، ما الذي سوف يحدث لها الآن؟ هل سوف تعود لأختها حقاً كما قالت؟ أم ان مصيرها قد اقترب؟ لا تعلم اين سوف يأخذها هذا المسخ الآن! لا تعلم ما سوف يحدث معها كل ماتراه الآن هو شاحنة تملأها فتيات بمختلف الاشكال، كل واحد تكتف يديها بخوف وتحصر نفسها، ربما كلهن يعرفن أن مصيرهم واحد، كل واحدة منهم قد اخذت بطريقة مختلفة؛ فهناك من قايضها والدها من اجل دفع ديونه، هناك من خطفت من أمام المنزل، هناك من باعها والدها من اجل المال، هناك من اخذت عنوة من اهلها... لحظة، لحظتين، نظرت بظلام امامها، هل سوف يكون مصيرها ان تباع بطريقة غير قانونية على الحدود؟ هل سوف يكون مصيرها ان تصبح عاهرة في أحد دير العهر تلك، هل سوف تبان اعضائها، هل سوف تكون اداة اغتصاب لهؤلاء الإسبان العهر، يا اللهي كيف وصل بها الأمر الى هنا...

Virgin Où les histoires vivent. Découvrez maintenant