|حَفْلَةُ عيدِ مِيلادْ|

85 3 0
                                    

الليلة كانت مميّزة بالنِسبة لها ، للجميع و خصوصاً آميرالد ، فموعدُ عيدِ ميلادها قد حانْ و القصرُ بأكمله مشغولْ يعملُ ليلاً و نهاراً ليصنع حفلة أسطورية لصغيرته ، حماسُ آميرالد قد فاق السماء و ذلِك لشوّقها لارتداء الفستان الأحمرْ كما ستفعلُ شقيقتها دوڤا ، ستنسى كلْ همومها الليّلة ، فقط هي منْ ستركّز على إسعاده ، ستجبرُ نفسها على رسمِ ابتسامة زائفة رغمَ قلبُها الميّت فوالدها أنفق ثروَة و دعى البلدَة بأكملها ليحضروا هذا الحدَث الهام ، لمْ يكن أيّاً من المدعوين بعمرها و لمْ تهتمْ كثيراً بصداقاتهم المسيئةِ لها فما أرادتْه هو الشعور بالسعادة و تقاربها منْ عائلتها الحبيبة ، لنْ تنكر أنّ الحفلة كانَت آخر شيّءٍ تمنّت حدوثَه لكن إصرارُ والدها أرغمها على تجربَة هذه المسؤولية التي ستقدمُ عليّها و هي انضمامها لعصابة أبيها.

زوّجة والدها منْ كانتْ تهتمُّ بالتفاصيل الصغيرة و الكبيرَة ، الشكرُ لها ، فقدْ جعلت من القاعة الكبيرة حفلاً ضخماً تتوَسّطه بلوّرة ضخمة و مضيئة كما طلبتْ آميرالد ، ابتسمت بسُخرية مريرة ، أوليّست الطفلَة نقطة ضعفِ زوّجة والدها و كيّف لها أنْ تردّ طلباً دونَ تنفيذِه ، هذا ما كانت عليّه آلبيرتا منذُ البداية ، صديقة و أمْ لأطفالِ زوّجها و أحبّت كلّ واحدٍ منهم بنفسِ قدر الحب لأبيهم ، التفتتْ للخلْف حينما أندهت لها كليفتشْ صديقتها الوحيدة في هذا الكوكب اللئيمْ ، صديقة العائلة و منْ تكون إبنة صديقِ والدها ، أردفتْ بنفسٍ منبهرَة منْ ثيابِها المتّسخة مرّة أخرى و كأنّها تعاودُ تكرارَ حدوثِ ذلِك لترفع ضغط جدّيها.

" ما هذا الذي ترتدينه بحقّ السماواتِ السبْع "

عضّت كليفتشْ شفتها بشقاوَة بيّنما تدورُ بنوّعٍ من الاستهزاء كاشفةً عنْ ثيابٍ غبيّة كثيابِ المهرجين ، ممزّقة و ملوّثة للأبصار ، و غيّر ذلِك تركت شعرها مبعثراً و كأنّ حفلة صاخبة حدثت في فروتها ، كانت مراهقة في السابعة عشرْ ، جميلة ذات روحٍ شريرَة ، حملتْ ندبَةً على خدّها لمْ تمنعها منْ اكتسابِ الجمالِ الآخاذ ، ندبَة حصلتْ عليّها بحادثة في صغرها ، مشّطت شعرها باهتمامْ و هي تتكلّم.

" أيعجبكِ ؟ جيرارد اشتراهُ لي ، أجل صدّقي أمْ لا ذوّق أخيكِ يعادِلُ القمامة "

انفجرت دوڤا ضحكاً عليّهما ، هذه الفتاة تقلبُ حياة أخيها رأساً على عقبْ و كأنّ لا حياة لمنْ تنادي ، كانت تهربُ منْ منزلها لتبيت عندهم لأسابيع و والدها لمْ يكنْ ليشتكي أبداً فقد رحّب بها بيّن أطفالِه و لاسيما خضوعها في تدريبات السيّد رايدر لتغدو واحدةً منْ أفضلِ مقاتليه في المستقبل القريبِ جداً ، كانَت صديقتهم منذُ الطفولة و الأقربُ لجيرارد و دوڤا و لطالما حصلت على هدايا عديدة منهْ ، كما أنّه دائماً يُخبرها أنّ لها ذوّقاً سيئاً في الملابس فيشتري لها ثياباً أسوأ من التي لديّها ، كاذبٌ أحمق ، فمنذُ متى امتلكت ذوّقاً سيئاً ، على العكْس ، ذوقها كانَ جميلاً في كلِّ شيء هو فقط غيّورٌ لعين.

الأرانْبُ | الْسْبْعَةْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن