مرّت ثلاثُ أيّام على حادثة الأبطال ، كيلفتش و مشاكلها الأبويّة و الزوّجية ، دوڤا و عواطفها المعوّقة و لوسيفر و صدمته بخطبتها المفاجئة و التي لمْ يعلمْ عنْها سوى الآن ، و هلْ أخبرتكم أنَّ هذا الرجل ينوي تخريب أيّ لحظة سعيدَة تصلُ إليّها ، حتّى لو فرْصةً كادت لتمتلكها لكنْ هيهات فهو أكثر منْ يعرفها ، خُطبتها تلِك ماهي إلا مصدَرْ إلهاءْ و حجة لحرق قلبه ، كما أنّها وسيلة لدعسِ كرامته و رفعُ راية النصر لنفسها الضائعة ، الفشلُ في العلاقة ماهي إلا بداية لعلاقة جديدة و لربّما هذه العلاقة تكونُ مع نفسها ، لوحدها ، دونَ رجلٍ في حياتِها ، و هذا ما ستعملُ عليّه منذُ الآن فصاعداً ، كسرُ عظمةِ أنفهِ و التوائه حتى لا يمشي في الأرض فرحاً بعملِه الفاسدْ و الأكثرُ منْ ذلِك ، مهمّة اللعبُ بعواطفها.
على الإنسان أنْ يكونَ أعمى القلب و البصيرة حتّى لا يشهد معاناة نفسيّته على يدِ محبوبِه ، فلمْ يكن من الأمر الهيّن أيّ يسمع و يرى بأمر خطوبِة والدة إبنته من شابٍ يبدو أكثر من مناسبٍ لها و لمقامها ، شاب ، وسيم ، يبدو من الطبقة الرفيعة و التي يأكلون الذهبَ بدل الطعامْ منذُ صغرهم ، متعلّمٌ مثقفْ ، صحّته جيّدة ، أجل هذا ما كان يفكّرُ فيه طوال الوقت ، الفارق الكبيرُ بيّنهما ، شيءٌ خارقٌ للطبيعة أيّ يتسمّر في مكانه دونَ فعلُ شيء ، ككسرِ رقبته مثلاً أم جرِّ معسولته أمام الرعيّة كاشفاً عنْ علاقتِه بها و فضحُ أسرارهما ، الأمر خرج عنْ طواعيه ، و كادَت لتكونَ الليلة مميّزة بالدماء لكنّه يعلم بكرْه كلوڤر للون الأحمر فتراجع عنِ الأمر ، العائق الوحيد الذي يمنعهُ من صفعها و ضربها هو رايدر ، ليّس و كأنّه يهابه ، أنّما يقدّر العلاقة التي نشأت بيّنهما منذُ القدم.
رايدر لمْ يكن بمقامِ زعيم أو صديق ، فقد فاقت محبّته له السماواتْ و كأنَه أخاً ، و خوّفه منْ أنْ تدَمّر هذه العلاقة الطيّبة أكثر مما هي مدمّرة منذُ سنواتْ ، فهو للآنْ لمْ ينسى كيفيّة تعاملُ رايدر معه في السنوات الماضية و كيّف ابتعد عنْه و طلبَ منْه الرحيل ، و كان ذلِك لأجل سلامة صغيرتِه من الجنون ، فقدْ انحدرت دوڤا لحافّة الجنونْ و كادتْ لتصبح مختلّة نفسيّاً بعدما انفصلت عنْه و ذهبَ ليداوي جرحه بعيداً عنْها تاركاً أثرها المدمى على الأرض ، كيّف لعيّناهُ أنْ لا تخشى نظرة الانكسار منْ صاحبِ دربه ، كيّف لقلبه أيّ يتجرّأ على تحطيمِ روحه قبل إبنته ، لام نفسه كثيراً و عاش و رأى كيّف اللوّم و الندمُ يأكلُ رايدر مخبراً نفسه بعجزه عنْ تربية أطفاله ، و فشله في القيامُ بدوّر الأبْ.
و أوّل خطواتِه لإصلاح هذا الخلل و الشقّ الحاصل بيّنهما هو إرغامه بالمجيءِ برفقة إمرأة في الحفلْ قبل عشرِ سنوات ، اتّصل بِه و أخبره أنْ يرتبط بأسرع وقتْ ليكافح دموع صغيرته ، لترى بعيّناها و تُبصر لما هو قادمْ ، حتّى تدرك أنّ علاقتها به لمْ تكن إلا خطيئة لمْ يجدُر بها أنْ تحدث ، و هذا ما وجدُه أفضل حالٍ منْ أيّ يتسكّع لوحده و كأنّه متاحٌ لعلاقةٍ أخرى معها ، يقبَل بأنْ يعيش مسموماً بشظايا الحب المتبقيَة له على المخاطرة و الزواج منْها من جديد ، فلتسموها أنانيّة أمْ استغلال ، فهو وحده لا يعلمْ ماذا يصنّف نفسه ، خوّفه من ضياعْ سُمعته هو ما يعيقُه عنْ طفلته الحبيبة ، هذا ما توقّع حدوثُه منذُ البداية و يا ليّته لمْ يجرأ على هذه الخطوَة.
أنت تقرأ
الأرانْبُ | الْسْبْعَةْ
Romanceهيَ " أحبّك " هوَ " لستُ جيّداً كفاية لأكونَ حبيبكِ " هيَ " أستطيعُ العملَ على ذلِكْ " هوَ " جرّبتُ لمرّة و انظري كيّف انتهى الأمرُ بِنا " هيَ " لا تنظرْ إلى الوراء ، الحياة تتغيّر و الأقدارُ تتحول حسبَ إيمانِك " هو " لكنّي آلمتكْ " هيَ " سامحتكْ...