العاشق المفقود

8 1 0
                                    

هدى ! عصام لم يحضر اليوم إلى المعهد . لا أعلم ما به يا هدى ؟ أيكون قد غضب على أمس ؟ أيكون قد حنق علي ؟ أأكون قد أغضبته يا هدى ؟ .

و أمسكت هدى حاتم بيد صديقتها لميس  ، وابتعدت بها إلى آخر الملعب لتقول : أيخيل إليك أنه تغيب عن المعهد اليوم بسببك ؟ هل هناك طالب ينقطع عن الحضور إلى المعهد وعن متابعة الدروس من أجل حبيبته؟.. ثم لماذا ينقطع عن الدروس من أجلك ؟ ليغضبك ؟ لينتقم منك ؟ .. وليثير حقدك ؟.. ولماذا تريدينه أن يغضبك وأنت لم تغضبيه ؟ ولماذا ينتقم منك وأنت لم تسيئي إليه ؟.. ولماذا يثير حقدك وهو الذي لم يحقد عليك ؟.. لا تكوني مجنونة يا لميس ، بددي ، هذه الهواجس التي  تحيط بك . إذا كان عصام النجار لم يحضر اليوم إلى المعهد فهو  سيحضر غداً، وان هو لم يحضر غداً فثقي انه سيحضر بعد غد . قد يكون مريضاً يا أختي ، قد يكون منحرف المزاج ، قد يكون ذهب إلى بلدته وتأخر في العودة . لا تخافي يا لميس  ، ليس ثمة ما يخيف يا حبيبتي .

ومسحت لميس الهاني دموعها وهمست : ان قلبي لينذرني بوقوع كارثة يا هدى .. ما هي هذه الكارثة ؟ لست أدري .

وابتسمت هدى حاتم و همست : مخاوف العشاق كثيرة یا لميس . وهواجسهم عديدة وأوهامهم لا حدود لها ولا سدود. أنا مثلك يا لميس . كلما غاب عني حبيبي شفيق عواد انتابتني الهواجس الرهيبة ، وعصفت بي المخاوف والأوهام .. ثم ، ثم يعود شفيق فيتضح لي ان كل مخاوفي ، وكل هواجسي ، وكل أوهامي كانت سراباً في سراب ، وأضحك في سري ، أضحك من نفسي . ان العشاق مجانين يا أختي يا لميس . فهم يعيشون في الخيال ، تهزهم نسمة الهواء ، ويغرقون في نقطة ماء .

قالت لميس الهاني : انني قلقــــة يا هدى . يخيل إلي أنه لن يعود .

فعادت هدى حاتم إلى الابتسام لتقول : اطمئني هو سيعود، ليس له إلا هذا المعهد . فهو قد سجل اسمه بين عداد طلاب هذا المعهد ، ويتحتم عليه أن يقضي العام الدراسي هنا . قربك . اطمئني يا لميس.

إلا أن لميس م تستطع أن تطمئن ، لم يستطع الاطمئنان أن يعرف طريقاً إلى قلبها . كانت في حالة قلق ووجوم واضطراب .
وانقضى ذلك النهار والقلق يستبد بلميس الهاني .

وعندما حان موعد الانصراف من المعهد ، أمسكت هدى بید لميس و همست: تعالي . ستنامين عندي الليلة ، لن أتركك تنامين وحدك وتكونين عرضة للقلق والهواجس وللأفكار السوداء .

قالت لميس : لا يا هدى . لا يا حبيبتي . إن والدي كما تعلمين لا يسمح لي بأن أنام خارج البيت .

قالت هدى : ولكنني لست بغريبة عنك يا لميس . وكثيراً ما نمت أنا في بيتكم  .

قالت لميس  : تعالي إذن أنت معي ، سنقضي الليل معاً .

قالت هدى : لا بأس يا لميس. سأرافقك إلى بيتكم . المهم عندي هو أن لا تظلي وحدك الليلة ، فانت ، كما يلوح لي بحاجة إلى التسلية .

هل تتذكرين؟                ♕ᗪO YOᑌ ᖇEᗰEᗰᗷEᖇ♕حيث تعيش القصص. اكتشف الآن