البارت الأول

494 9 1
                                    

الحلقة الأولى " حب بين نارين"ج٢ بقلمي نورهان ناصر.

اذكروا الله.

———————

" أسير هائمًا في ذكرياتي منذ فارقتني عيناكِ، مر خمسةُ أشهرٍ على غيابكِ، وما زال طيفك يلاحقني أينما ذهبت، عينيكِ لا تفارق عينايّ، نظرتكِ المتوسلة لي بألا أترككِ، آهٍ يا ليتني لم أتركك وأذهب ولكن كنت سأعود فـلا مأوى لي سوى حضنك الحاني، آهٍ يا حبيبتي ياليتك انتظرتي، تزدحم الأفكار داخل عقلي، ويهيج قلبي صارخًا أين اختفيتِ، لما افلتت يدكِ يديّ ؟، لم أخلفتِ وعدكِ ألم تعديني بألا تتركيني ؟ أسمع أنين قلبي في كل ليلة وهو يناديكِ بدموعٍ هان عليكِ فراقي، وحزن قلبي، وأنتِ أعلم الناس بأني تجرعت مرارة الفراق حتى امتلئت الكأس ولم يعد هناك مكان لقطرة أخرى، حبيبتي إلى متى ؟، عودي فقد فاض الحنين بي وآلمتني ذكرياتي القليلة معكِ، ابتسامتك، وضيق عينيك عندما تضحكين، واحمرار خديكِ عندما تخجلين، إشتقت لعبيرك، إشتقت لأحاديثك، إشتقت لكِ عودي "

تنهد بعمق ثم أغلق القلم والدفتر ثم وضعهما على سطح مكتبه وأسند رأسه على المكتب وفي عينيه عبرة مُحتاره.

وفي مساء اليوم التالي ها هو يجلس كعادته منذ خمسة أشهر منكبًا فوق ذاك الدفتر يكتب به ويبث به شكواه يشكي للأوراق حزنه على فراق حبيبته، يعاتبها بين تلك الأسطر وبين ثنايا الكلمات.

كان الحزن والهم يعصف بكيانه، مد يده باتجاه المكتب مُمسكًا بصورة لـ فتاة جميلة ذات ابتسامة ساحرة، ابتسم بخفوت قبل أن يُردف في شجن :

_ انهارده كده فات على غيابك خمسة أشهر وليلة، في الخمس شهور دول حصل فيهم حاجات كتيرة، أخدت حقي وحق أهلي وكل يوم وكل لحظه كانت بتعدي على قلبي بتوجعني وأنتِ مش معايا، الوقت بالنسبه ليا وقف ليه سيبتيني ليه ؟ أنا عمري ما كنت هسيبك، أنتِ كنتي عوض ربنا ليا.

صمت لدقائق مزفرًا أنفاسه بتعب ثم تابع :

_أنا واثق إنك هترجعي في يوم وأنا مستنيكِ الكل كمل حياته وأنا حياتي من بعدك وقفت ارجعيلي يا لميس !.

صوت لطرقات على باب غرفته قطع عليه تفكيره، وتلاه صوت يعرفه عن ظهر قلب يناديه بقلق:

_مراد ! مراد !.

تنحنح  مراد مجليا صوته ثم أجابه بهدوء :

_تعالى يا رامي .

دخل رامي وأخذ يوزع بصره في أرجاء الغرفة المظلمة والحزن يتأكله لأجل صديقه ثم هتف بنبرة مملوءة بالاسى :

_مراد أنت هتفضل كدا؟ لايمتى حابس نفسك في الصومعة دي ؟ بقالك خمس شهور هنا لا بتشوف حد ولا بتعمل حاجه غير إنك قاعد هنا في الأوضة دي .

زفر مراد أنفاسه بضيق ثم قال بلا مبالاة: 

_كنت جي ليه ؟!.

زفر رامي بحزن ثم أجابه بهدوء:

حب بين نارين الجزء الثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن