#عَرُوْسٌ فِيْ مَأْتَمْ 👰🏻🤵🏻

347 36 42
                                    

★عند بيرين وهي تتجهز لحفل الزفاف..

هدوءٌ غريب يكتنفُ الأجواء .. بل هوَ غامض أكثر مِن ماهوَ غريب .. أتُراها وصلت لمرحلةٍ من الانفصال عن الواقع لدرجة أنّها فقدت حاسّة السمع ؟ أم لعلّ سقمها الذي وصل لأقصى مراحلهُ جعلَ مِن صخبِ عالمها الارستقراطيّ البشع كفضاءٍ مفرّغ مِن الأحاسيس ..
بدت كالدُمية الخالية مِن الروح، تنتقل مِن يدٍ ليدٍ أُخرى .. أحدها تهتمّ بنظارة بشرتها والأخرى تُراعي إنسيابيّة شعرها .. وهُناك مَن يُدلّك قدميها اللاتي ستنتعل ذاك الحذاء الأنيق ذو الكعب العالي ..
عيناها هوَ العضو الوحيد الذي يتحرّك بإرادتها .. العضو الوحيد الذي استغلّته من جسدها الذي يحتبس روحها الهائمة في فراغٍ مجهول الملامح ..
عكّر صفوَ الهدوء تمتماتٌ ما .. حملها صوتاً كرهته منذ الثانية الأولى الذي أطلقته الحبال الصوتيّة للشخص ذاك ..
الموظفه:- سيّدة بيرين ، لقد انتهينا من تدليك قدميكِ.. سنخرج الآن ونعود بعدَ أربع ساعات لتزيينكِ ومُساعدتكِ على ارتداء فُستان الزفاف.

أغمضت بيرين عينيها بقوّة، لتُتمتم بكلماتٍ لم تصل لمسمعها هيَ بالذات :- لابأس.

لم تعلم كم بقيت مِن الوقت وهيَ تُطالع وجهها الخالي مِن علاماتِ السعادة لزواجها المرتقب .. لم تدري كيفَ سيستطيع خُبراء التجميل الأغبياء - كما تنعتهم - بإخفاء تلك الهالات السوداء التي أخذت حيّزاً مِن تحت عينيها ..
بل حتى هي لا تعلم كيفَ وسينتهي الأمر بنهايةِ المطاف!
حرّكت بؤبؤ عينيها نحوَ وسيلة تحقيق خطّتها التي أمضت الليلة الماضية تفكّر في تنفيذها .. لامست أناملها المشرط الفضّي الذي توسّد المنضدة الخشبية قُبالتها ..
إنسلّت خصلات شعرها الكُحلية على عينيها حينَ التفّت أناملها حولَ مقبض المشرط .. وعادت لتنظر إلى وجهها في المرآة .. كانت تُريد أن ترى نفسها وهي تكتب نهايتها بيديها .. ويبدو أنَّ الأمر لم يعد يفرق لديها ..
أغمضت عينيها لتنسلّ دمعةً ساخنة على وجنتيها الشاحبة.. وتُعاودها ذكرىً لم يمضي عليها وقتاً طويلاً ..

Flash back......

مراد اغا:- ما تقولينه مستحيل يا بيرين ! "

إنتفضت بيرين مِن مكانها لتهتف بانفعال :- ماهوَ المُستحيل يا أبي ؟! إبنتكَ تُخبركَ أنّها لم تعد تريد خوض هذهِ اللعبة بعدَ الآن .. فريد لن يُسعدني وأنا لن استطيع الاستمرار بهذا الأمر ! .

استقام أبيها مِن خلف مكتبه الأنيق ليُطالعها بنظراتٍ جليديّة خلت مِن معالم الحنان التي اعتاد أن يُغدقها بها ، ليهتف بهدوء :

مراد اغا:- وتأتين لتُخبريني بهذا الأمر ليلة زفافك؟! هل أنتِ جادّة فعلاً ؟! بعدَ أن علمَ الجميع بزواجكم وبعدَ أن وقّعت الاتفاقيّة بيني وبين فريد ! تُريدين أن يُقال عنّي أنني مُحتال ، حصل على ما كان يريد وهرب؟!

شدّت بيرين قبضتيها لتصرخ بذاتِ الانفعال السابق، مع لمسةٍ مِن الغضب :- أبي، أخبرتني حين أتيت أن أتماشى مع فريد وأحاول تفهمّه كي أصنع بهذا احتراما وأُلفة بيني وبينه، ونعيش حياةً رغيدة تحتَ سقفِ الزواج. وأنا أُخبركَ الآن بأنني لم أكن أحتمل الجلوس معه لثانيتين معاً .. فكيفَ تُريد لي الزواج منه والعيش معهُ ؟! لم أستطع التوافق معهُ أبداً ولو أُتمّ الزواج فلن أعيش بالسعادة التي تضنّها.

الفريسة & الصياد 🦋الجزء الثاني بعنوان my butterfly حيث تعيش القصص. اكتشف الآن