الفصل الرابع والعشرين

233 87 5
                                    

روزابيلا :

بعد انطلاق محاربي القبيلة الى الحصن بوقت قصير مثلت بين يدي الزعيم بعد انتهاء اجتماعه مع كبار رجال القبيلة
طلبت منه بهدوء وعقلانية : اسمح لي سيدي ان اقابل الامبراطور اذا كان قد اتى رفقة جيشه وامنحني فرصة اخيرة لمحاولة ردعه ، انا ابنته في النهاية وقد يصغي لرجائي !

همهم بصمت ولم يعلق كأنه يحاول تنظيم الافكار في رأسه ؛ وما كدت ألحُ عليه حتى وصل مجموعة من المحاربين مع رسول الشمال يطالبون برؤية الزعيم فتنحيت جانباً اراقبهم
تفحصني الرسول بنظراته قبل ان يوجه سؤاله الي : سيدتي الأميرة ؛ هل انتِ بخير ؟

اشرت له موافقة فوجه كلماته للزعيم : لقد ارسلني امبراطور الشمال لتفقد سلامة الاميرة قبل المفاوضات بين القومين .

اشار له الزعيم موافقاً فأضاف : والان بعد ان اطمأنيت على سموها سأخبرك باقتراح الامبراطور ؛ انه يطالب بتسليم الأميرة وكل من لديكم من اسرانا ومقابل ذلك ستنسحب جيوشنا عائدة الى الوطن دون ان يصاب احد بأذى .
يقترح عليك الامبراطور حقن الدماء وتسليمنا ابناءنا وحماية ابناء قومك في المقابل وسينتظر ردك بحلول عصر الغد .

وجهت نظراتي نحو الزعيم الذي تكلم بهدوء مجيباً : أما الأميرة فتسليمها أمر محال فهي تنتمي لهذه القبيلة وهي زوجة احد أسيادها ولست ممن يتخلى عن احد ابناء قومه !
التفاوض بشأن الأسرى سيكون متاحاً وسنرد عليكم عصر الغد ؛ ابلغ كلامي هذا لسيدك واعلمه اننا قوم أشداء لا نغفر بسهولة لمن يخون العهد ويهدد اماننا .

غادر الرسول بعد حوارهما ذاك فعدت أطلب من الزعيم لقاء والدي ؛ طلب مني التمهل قليلاً والتفكير بشكل جيد فأجبت باصرار : لا يمكننا التفريط بأرواح اهل القبيلة الأبرياء بسببي ، انا ايضاً اود العودة الى بلادي فاسمح لي سيدي ان اغادر برفقة الامبراطور ولنحمي اهل القبيلة من هذه الحرب المدمرة فلن يتوقف الامبراطور حتى يصل الي !

نهض الزعيم من مكانه فوقفت باعتدال احتراماً واجلالاً له عندها تحدث بحزم : سنتخذ القرار النهائي بشأن هذا الأمر مع كبار القبيلة وبالإصغاء الى رأي زوجك فهذا قرار مصيري ولن اضحي بأحد افراد قبيلتي ببساطة هكذا ، حتى لو دعانا ذلك للموت جميعاً فلن اتخلى عن فرد واحد .

غادر الزعيم المجلس فتركته ايضاً أجر ذيول الأحزان وعدت الى منزلي ؛ اتخاذ هذا القرار ليس سهلاً علي ايضاً !
غضبي من انهيوك وحده لا يكفي لأترك هذا المكان الذي شعرت بالانتماء له ووجدت فيه كل ما كنت احتاجه من قبل !
انا ايضاً احببت القبيلة واهلها ؛ احببت عاداتها وحتى اعمالها وروتيننا اليومي فيها الذي رغم بساطته وكونه متعباً فهو متجدد مليء بالحياة !

" أرض اورلندا " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن