روزابيلا :
اقف منذ الصباح على قدماي امام اهل القبيلة أجمعين ؛ مقيدة الى عامود خشبي كما لو انني احد البهائم المعروضة للبيع !
الا انني هنا عرضة للسخرية ، للغضب ، للكراهية والألفاظ القاسية من المارة الذين يعتقدون انني خنت ثقتهم وبعت ارضهم ..
كل هذه الاتهامات ، كل الغضب الذي أتلقاه والكراهية الطاعنة من اهل القبيلة لا تعنيني بقدر ما تعنيني نظرات رجل واحد غرست في قلبي كالسيف طعنة لا يليها الا الموت !!نظرت اليه من بين خصلات شعري الشعثاء ؛ بقلب يتفطر ألماً وعينان تنزفان حزناً فلم أجد منه سوى برود قارص وغضب مستعر ، فكيف بربك تجمع هاتين الصفتين بنظرة واحدة ؟
كيف تكون بارداً كالثلج لا يحرك مشاعرك شيء ليس وكأنني المرأة التي شاركتها ايامك ومنامك ، المرأة التي ادعيت حبها واخذتها في احضانك ..!
كيف تمتلك كل هذه الكراهية المتقدة كالجحيم وينقلب حبك وحنانك الى قسوة مفرطة وبغضاء جارحة ؟!لماذا لا يمكنك ان تسمع صوت قلبي يناجيك ، لماذا تعجز عن رؤية مدى صدقي والاصغاء لكلماتي ؟!
أبهذه السهولة ينتهي كل شيء بالنسبة لك ؟
ألا يسعك حتى ان تصغي الي وتمنحني فرصة واحدة لأشرح الأمر لك ؟الان ادركت مدى الفرق بيننا ..
الان رأيت فيك الجزء الذي سيجعلني انتشلك من دواخلي وادير ظهري لحبك كما ادرت ظهرك لي للتو ..!
ما كان بيننا لم يكن حباً حقيقياً ، ما جمعنا لم يكن سوى اعجاب سطحي سرعان ما انطفأ لهيبة مع اول رياح تهب عليه ..
الحب الذي يفتقر للثقة ليس حباً ؛ والعلاقة التي لا يغلفها الايمان بالاخر لا تستحق حتى ان نخوضها ..
انت لم تثق بي ؛ ولم تؤمن بدوافعي ، لم تسمعني حتى لذلك لن اسمعك عندما تكتشف خطأك وتعض اصابعك ندماً ..
هذا هو وعدي لك انهيوك ..!غابت شمس النهار وانا اقف في مكاني بعد ان شعرت بها تكاد تطهو رأسي بسخونتها ، الجوع والعطش الذين يلتهمان داخلي ليسا اكثر قسوة من ندمي وحسرتي على من احببت وتخلى عني ..
بعينين ذابلتين وروح منهكة رفعت نظري الى السماء ، اتمنى لو ينتشلني الموت هنا والان وان تندم علي ما بقي من حياتك ..!
لكن الرد على امنياتي تلك لم يكن سوى هدوء مطقع وفراغ قاحل بعد ان كاد الليل ينتصف ولم يبقى من اهل القبيلة احد في ساحتهاداهم ذلك السكون صوت خطوات تقترب منا بينما كنت اوشك على الاستسلام للنوم لشدة تعبي
رفعت رأسي انظر الى صاحب الصوت فلم يكن سوى دونغهي الذي أشاد على الحراس لحسن عملهم وأثنى عليهم لانهم يقفون منذ الصباح لحراستي دون الحصول على قسط من الراحة .تكلم اخيراً بعد تلك المجاملات : لقد ارسلني انهيوك لأحقق معها لعلنا نعرف المزيد عن مخططات الشمال ، يمكنكما ان تستريحا قليلاً ريثما انهي تحقيقي فهي ستكون تحت حراستي المشددة .
أنت تقرأ
" أرض اورلندا "
ספרות חובביםانا الذي خشيت يوماً ان اخسرك ..!! انا الذي تشاءمت بمشاعري واعتقدت مخلصاً ان كلانا سينتهي خاسراً محطماً فكان دواءنا في لقائنا .. كان حبنا هو علاجنا واجتماعنا هو اكسير الحياة لنا .. مهما تفرقت الأرواح وتباعدت الأجساد ؛ فإن القلوب التي تنتمي لبعضها...