الفصل الحادي عشر : امرأة معتوهة

90 8 25
                                    

الفصل الحادي عشر :

تكمل آيكو كلامها عن ماضيها وتقول :

و بعد تلك الحادثة ، ازدادت حالتنا سوءاً 

كان والدي البخيل يكتفي بدفع إيجار المنزل و وضع نقود قليلة جداً لا تكفينا ابداً 

و والدتي كانت مكتئبة وتشرب الكحول طوال اليوم وتحبس نفسها في الغرفة

كل هذا بسبب هجر والدي لها ، كانت متعلقة بـوالدي لدرجة أنها دمرت حياتها بسببه

لم أكن أعلم كيف سأوازن بين حياتي الدراسية و مستقبلي و عمل المنزل والاهتمام بـ ريكو التي لم تكمل عامها الأول إلى الآن 

كان الأمر صعباً جداً على فتاةٍ لم تبلغ سوى ثمان سنوات ، لكنني لم استسلم

" نحن نعيش في هذا الجحيم بسببي ، إن لم أتحمل فـمَن سيتحمل ؟ "

هذا ما كنت أحاول إقناع نفسي به دائماً 

في أحد الأيام ، استيقظت صباحاً وبدأت بتجهيز نفسي للمدرسة ، و إعداد طعام الفطور لي انا و ريكو

وبعد أن انتهيت من كل شيء ، جلست انا و ريكو حول مائدة الطعام لنأكل

بينما كنت احاول إطعام ريكو طعامها المخصص للأطفال ، سمعت صوتاً غريباً من ورائي

" صباح الخير يا فتيات ، كيف حالكن ؟ "

كانت والدتي ! وهي متزينة و مبتسمة ؟! 

تفاجأت كثيراً لدرجة انني اوشكت على اسقاط الملعقة من يدي

قلتُ وانا متفاجئة :

مـ..ماما ؟؟؟ هل أنتِ بخير ؟ ألستِ ثملة ؟

ردّت والدتي بأبتسامتها السابقة الدافئة :
ما المناسبة يا صغيرتي ؟ بالطبع انا بخير

تفاجأت كثيراً ، والدتي في العادة لا تستيقظ مبكراً ، وحتى لو استيقظت تتجه مباشرةً نحو الشراب و تثمل بعدها بشدة الى نهاية اليوم

قلت وانا انهض من مكاني :
انتظري يا ماما…إجلسي هنا للحظة ريثما أعد لكِ فطوراً معنا !

ردت علي والدتي :
لا داعي لهذا يا صغيرتي ، أنا مستعجلة قليلاً…لذلك فقط جئت لأقول لكما صباح الخير 

تساءلت كثيراً حينها ، أين ستذهب والدتي في هذا الوقت من الصباح ؟ هل يعقل أنها ستبحث عن عمل ؟؟ 

انا لا انتمي لهذا العالمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن