الفصل الخامس والسادس

96 6 6
                                    

الفصل الخامس
ظنًا مني أني اتحكم بأشرعة حياتي، في وقت لم اتحكم حتى في انفاسي.
..................................
سألته على الفور وبحده
-من أنت؟
=أنا خالد هل نسيتني بسهولة
-لكن خالد توفي منذ زمن، هل تسخر مني؟
=أنا خالد المتوفي
-ههه اذا تسخر مني
=لا ولما السخرية، ولما الدهشة وأنتي صديقة مارد
حقيقة لم أعلم بأي كلمة أصدم أكثر
هل لان ميراس مارد؟
أم لأن خالد صار شبح؟
أم لان خالد يعلم بأمر ميراس وهو متوفي قبل كل هذه الأحداث؟
سأفقد عقلي من جديد.
وأكملت حديثي
- توقف، ماذا تقول؟ من مارد ومن أين تعلم بأمر ميراس ومن أين تعلم بأني في مأزق؟؟
=هوني عليكِ، سأجيبك عن كل الأسئلة واحدة تلو الأخرى
أول سؤال لك من مارد
لأخبرك أن ميراس مارد وليس جن فحسب، هو كبير الجن في العصور الوسطى، لكن قوته بدأت تنفذ في الأعوام الأخيرة لعلك لا تعلمي أن الجن يتغذى علي خوف البشر، ولأنهم يسكنوا الصحاري فاختلاطهم بالبشر بات قليل لذا بدأوا يضعفون، لذا قرر ميراس منذ قرون أن يصادق البشر
ويصبح في البداية صديق حميم لطيف وبعد أَول خطأ يبدأ فالانتقام وارعابك.
وفي أثناء حديث خالد تذكرت جيدا كيف كان ينتقم من كل من يؤذيني حتى أني شعرت أن له تار معهم ويأخذه، وتذكرت يوم غضب مني وكيف عاقبني ومرض أمي وقتها وقتل صديقتي.
وأكمل خالد حديثه قائلا
=كان هذا أول إجابة عن سؤال من مارد ، إما من أين عرفت فهي قصة طويلة، بدأت منذ أعوام
كانت لي صديقة أو بمعنى أدق حبيبة تدعي ليلي
كنت أحبها كثيرا ورغم حداثة سننا إلا أننا كنا نحلم بحياة جميلة في المستقبل، حب طفولي بريء يخلوا من أي عقبات
إلى أن آتي اليوم الذي أخبرتني به أنها قد وجدت صديق من الجن وأنه بلا اسم وقد أسمته ميراس، حقيقة لم أكن أصدق كل هذا الخرافات، قولت في نفسي أنه مجرد خيالات ولا بأس بها، لكنها مع الأيام بدأت تخبرني أن ميراس هذا بدأ يزعجها
ولكن لغبائي لم اكن اصدق أي شيء
وقولت لها مازحا: أرى ان خيالك غزير لكنها ذهبت حاملة خيبتها لاني لم اصدقها، وتوقفت عن اخباري بقصص ميراس، الي ان اتي يوم آتتني لتحذرني كانت تقول كلام غريب لم افهم منه شيء سوى انها تريد ان تتركني حتي لا يؤذيني ميراس، بدأت الريبة تدخل قلبي، لكن خطوت على نفس خطى غبائي السابق وقررت ألا اعير الامر أهمية، لكن ما جعلني اشعر ان الامر لم يكن كما اظن تلك الاشياء غريبة التي بدأت تحدث لي
علي سبيل المثال كنت أجد تحذيرات بالقتل علي ملابسي وعلى الطرقات وحتي جدران غرفتي لم تسلم، حتي تلك اللحظة لم اكن اصدق تماما انه جن بالفعل حتي اني كنت اجد مبررات غير منطقية حتي لا اصدق وجوده، لكن بدأت اتيقن من وجوده بعد أن اشعل النيران بغرفتي وصرت اصرخ واصيح لأجد ف النهاية ان الغرفة سليمة وبدأت أري احلام كلها عبارة عن تحذيرات بالقتل لدرجة اني عسفت عن النوم،
وبدأ ابي وامي يذهبون بي لأطباء امراض نفسيه لأنهم لم يصدقوا أي شيء عن ميراس وظنوا انه مجرد اضطرابات نفسيه قوية.
لكن حدة الاحداث كانت تزدد بمرور الوقت، والاسوأ في الامر بالنسبة لقلبي انها ابتعدت بالفعل
ذهبت لها واخبرتها انه من مستحيل ان استطع التخلي عنها، حتي وان قتلني، بدأت تبكي وتخبرني انه سيقتلني وطلبت مني ان اهرب سريعا، كانت تنظر له، وقد كان يقف جواري وتترجاه ان يتركني علي قيد الحياة،
ذهبت مسرعا وطلبت من أبي وامي الرحيل من هذا المكان، اخبرتهم بتفاصيل ما حدث بمنزل ليلي، وطبعا لم يصدقوني واخذوني علي الفور الي الطبيب ظنا منهم ان حالتي سأت
وفي طريقنا للطبيب قرر ميراس انهاء حياتنا
وفي لحظاتي الاخيرة رأيته وقال لي بابتسامة تملؤوها كل الشر ألم تخبرك اني سأقتلك ايها الغبي
وبعدها رأيت سيارة تهشم جسدي وابوي قبل السيارة وكانت هذه نهايتي.
وعندما علمت ليلي بموتي، قررت أن تنتقم لي ولها لكنه يعلم ما يدور بداخلنا، لذا لا مفر منه
وبحثت عن دجال ليخلصها منه وذهبت مسرعة إليه وفي طريقها الي الدجال حدثت الحادث التي أخبرك عنها، كنت أعلم أنه سيقتلها، لكن كنت عاجز عن فعل أي شيء لإنقاذها، فبغض النظر عن ضعفي وقلة حيلتي
و حتي لو كنت أملك كل القوة لن أستطيع أن أقف أمام مارد وليس جن عادي
وكان هذا الشق الثاني من سؤالك
أما الشق المتعلق بك كيف أعلم أنك في مأزق
أنا يا صديقتي أراقب ميراس منذ سنين، فبما أني لا أملك قوة مواجهته والقضاء عليه فلا حيلة معي سوى أن أعلم مواطن قوته وضعفه لأقضي عليه، وكان أصعب جزء ان اراقب جني يري من كل الاتجاهات، لكن تمكنت بصعوبة من أن اعلم كل شيء عنه
فبعد ان قتلني وقتل ليلي، صادق اناس كثر وقتلهم كلهم ولم ينفذ من قبضته احد بلا استثناء فكما اخبرتك قوته ف خوف البشر
لذا كان يقوي بكل ثانية
إلي ان اتي لكي حقيقة لا أعلم لما اختارك دون بقية البشر
لربما يعمل انك تكنين شر لكل من يأذيكي وهذا سيعطيه مساحه لايجاد اكبر قدر من الضحايا
ربما كان هذا هو السبب!
المهم انه بعد ان قرر اختيارك دون البقية
ضَيق عليكي الحياة وحرض الكثير لايذائك، حتي ان تلك الفتيات التي كن يتحدثن عن الدجال، كن جنوده من الجن، اما تلك الفتاة التي سألتيها عن مكان الدجال كان هو، وتلك الأحلام التي كنتي ترينها بكثافه، كل شيء كان من تدبيره
حتي ذاك الدجال نفسه لم يكن دجال فحسب كان خادمه، ولو لاحظتي انه لم يحاول صادقا ان يزيحك عن قرارك ولو شيء قليل، اتتذكرين عندما كنتي ترغيب في التراجع،أخبرك سريعا انه قد فات الاون رغم انكِ لم تستغرقي وقتًا كثيرًا في طلبك
كانت خطة محكمة ولم يكن بيدك شيء سوى ان تنساقي خلفها ظننا منك انك من تتحكمين باشرعة حياتك في حين انك لم تتحكمي حتي في انفاسك
ولم يكتفي بذاك فقط بل جعل منكِ نسخه منه توازي شرهُ وأضل سبيلا
حتي آتي اليوم الذي قتل فيه صديقتك وغضبك منه الذي كلفك أيام من المعاناة بمرض امك وغيره.
"كنت في حالة من الذهول من حديث خالد هذا، هل كنت الدمية التي يقتل بها ميراس ليتغذي ويقوي؟
صرت كمن صفعة القدر صفعة قويه ولا يستطيع تصديق مدي قسوتها؟
وسألته قائله
-لكني اعتذرت، ورضي عني ورجع يحدثني من جديد، لكن لما قتل أمي؟ لما كان يخبرني انه انتقام عن خطأي، عن اي خطأ يقصد؟
=اهدأي، سأجيبك عن كل اسألتك
هو لا يعطي الا فرصه واحدة للخطأ، وبعدها يبدأ انتقامه من صاحبه حتي انه قد يقتله، وفرصتك تم استفازها عندما غضبتي منه وتطاولتي عليه وقد تم عقابك وقتها اما خطأك الثاني الذي جعله يقتل امك هو...

جحيم ميراس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن