الفصلُ الأول.

371 50 153
                                    

وسط غياهبِ الليل وتقلُباته قبع جسدهُ
متوسطًا الفراش وهو يتحرك بعشوائيةٍ مُفرطة.

من الواضح أنهُ سجينٌ لأفكاره ولا يجدُ مخرجًا.

لم ولن يقتنع يومًا بالعيش رفقةَ والدته وزوجها
هو لا يطيقهُما أصلًا فضلًا عن اطفالهم ذوي الطباع
الحقيرة.

يونجُون يكِّن حقدًا دفينًا تجاه والدته، اذ إن والده
عندما اكتشفَ المراحل الأخيرة لسرطانه
تلقى صدمةً ثانية بأن زوجته تخونه!

لم يكن زوجهما اجباريًا، لقد وافقت بمحض
ارادتها اكمال حياتها مع ذلك الرجل
مقسمةً بأنها تُحبه،
لكنها نكثت بكل وعودها والتفتت غير آبهةً لأطفالها.

هي حتى لم تشعُر بالذنب أو الخجل
عندما تم فضحها أمام أطفالها بل وقلبت
عيناها براحة وكأنها كانت تحملُ همًا ثقيلًا
بكتمِها هذا السر.

لم يتردد والده حينئذٍ من تطليقها،
لو أنها صارحته من البداية بكونها فقدت مشاعرها
تجاههُ كما زعمت لكان افترقا بالتراضي
ولكن آه، يال بشاعة فعلتها.

منذُ تلك الليلة فقد يونجون كليًا كل المشاعر نحو هذه
المرأة، واكتفى هو وإخوته بوالده فحسب.

كان السببُ الوحيد لمصارعة والده السرطان
علمه التام بثقلِ المسؤولية التي ستلقى على كاهل
ابنه ولكن لا يمكنُ لأحد في هذا العالم
الإعتراض على القدر وتغييره.

كونهُ في السابعة عشر لم يسمح لهُ بالمكوث في منزلهم
القديم وهو بالتأكيد لا يرغب بدخول الميتم
وهكذا قطعت والدتهُ وعدًا بأنها ستترك لهم المنزل
فور اكماله الثامنة عشر.

اصبر يون، هي بضعُ شهور قلة..

-----

نزل من السلالم بتثاقل شديد يجرُ خطواته.

لازال متأثرًا بوفاة والده
حتى بعد مرور إسبوعين كاملين.

«تيهيون عزيزي تعال لهُنا»، استمع لها الصبي الأصغر وأخذ مقعدًا
أمامها يحاول قدر الامكان عدمَ النظر
لوجهها حتى.

هي لم تعلق عليهِ تاليًا رغم نفوره الشديد والواضح
منها.

«خمن ماذا؟، بيانكا ابنةُ خالتك ستزورنا اليوم بعد قليل» قالت وقد ابتانت في ملامحها
علامات السرور لكنه أجاب
بنبرةٍ متجمدة «وما الذي يجدرُ بي فعله؟
الرقصُ فرحًا على سبيل المثال؟».

تقدمت ناحيته تضربُ كتفهُ بخفة مازحة،
«ما من داعٍ لتشعر بالخجل
أعلم أنك معجبٌ بها منذ الصغر»
قهقهت بصوتٍ عالٍ لكنهُ ازاح يدها بقسوة،
«اخرجي من أحلامك».

نورٌ اندثَر.Where stories live. Discover now