الفصل الرابع.

250 34 57
                                    

في تلك الغُرفةِ المظلمة الصغيرة قبع يحتضنُ
ذاته بقوة.

ينكسُ راسهُ للأسفل، مشاعره
تخونه تمامًا ودموعه تهطل بغزارة.

فتح الباب بقوة من طرف أحدهم،
«نينغ أنذهبُ لصالةِ الألعاب الالكترونية؟»
بومقيو سأل بمرح منتظرًا جوابًا.

شهقاتٌ مكتومة تسللت لمسامعه ليذهل
تمامًا، «أتبكي؟».

أنار ضوءَ الغرفة سريعًا،
كان الأصغر يدفن رأسهُ كي
لا تبتان ملامحهُ الباكية.

أسرع بومقيو يضمهُ اليه
«ماذا حدث؟».

بومقيو تسأل، ما قد يحل
لصغيره البشوش فجأة؟

«أتنمر عليك أحدهم؟»
أظلمت عيناهُ بمجرد التخيل.

كاي نفى بقسوة، يريد اخباره وبشدة
يريد أن يعلم شقيقه بالألم القاتل
الذي يحسه.

لكنه خائف..

«تستطيعُ الوثوق بي كاي»
أردف بحنان.

لم تكن الكلمات لتسعف كاي للحديث،
لم يكن قادرًا على نطق كلمة.

امتدت يدهُ لتنتشل الدواء أسفل
وسادته ليقطب بومقيو حاجبيه باستغراب.

لم يذكر اطلاقًا أن اخاه يتناولُ دواءً
كهذا.

امسك بالعلبة بعد أن قدمها كاي له
يقلبها بين يديه.

'مضاد اكتئاب'، قرأ وصدم
«كاي أنت-».

كان مصدومًا، لماذا قد يأخذُ
شيئًا كهذا بل وكيف حصل عليه في
المقام الأول.

«لما؟»، سألهُ بخفوت وقد بدأت
الدموع تتكون في مقلتيه.

صوت هاتفه يرن، انه تيهيون.

«لهذا تمامًا»، أجاب كاي بانكسار.

-----

«طلبك سيدتي»،
قال مع ابتسامة.

«شكرًا لك»،
نبست السيدة تقابله بابتسامةٍ اوسع.

كان يتحرك كخلية نحلٍ نشيطة من هنا لهناك، يقدم الطعام للزبائن بوجهٍ بشوش.

«اثنان من باستا الدجاج حجمٌ متوسط»
قال سوبين عند دلوفه المطبخ.

«سيكون جاهزًا قريبًا»
رد الطباخ واومىء سوبين.

-----

«انهُ لا يرد»
قطَّب تيهيون حاجبيه باستغراب.

«لربما مشغول؟»
بيانكا قالت له.

اراد تيهيون ان يخبره
شيئًا مهما.

«انظري!»
صاح تيهيون ما ان لمح آلة التقاط الدمى.

«لنجرب»
جارته الأخرى ليبتسم بسعادة.

«حصلت عليها»
قال بسعادةٍ غامرة وكأنه حصل على كنز.

«لا أذكر أنك تحب الدمى كثيرًا»
بيانكا قالت، تضع ابهامها اسفل ذقنها بتذكر.

«ليست لي، سيفرح كاي بها كثيرًا»
نبس أخيرًا.

-----

«شعرتُ بالوحدة، ارتجف جسدي
لكني لم أجد من يحتضنني»
قال بصوتٍ مهزوز.

«فقط كنت أتسائل، أتحبونني حتى؟»

لم يكد يكمل كلامه حتى شعر بسخونةٍ
في وجنته.

«هيونغ-»
اردف بصدمة.

كانت المرة الأولى في حياته
التي يصفع فيها من أخيه.

«كيف لك أن تفكرَ في ذلك كاي؟
كيف لك أن تكون أنانيًا لهذه الدرجة
لتفكر فينا بهذه الطريقة؟»
خرج صوت بومقيو متحشرجًا.

حتى أنهم يعملون ولا يجعلونه يعمل،
يفكرون فيه كل لحظة،
حتى أن بومقيو قد حضر هدية ميلاده
قبلها بشهرٍ لحماسه.

كيف له أن يظن ذلك؟

اندفع بومقيو يعيد رأس الفتى
لحضنه مجددًا.

«لا أحد قد يحبك كما نفعل كاي
ليس لك أحدٌ سوى عائلتك
كيف تجرؤ على نطق كلمةٍ كهذه
بسهولة؟».

لربما تصفح كاي المستمر لمواقع
التواصل قاده لإستنتاجات غبية
آذى بها نفسه واخوته.

«جهز نفسك، سنذهب الى الطبيب
حالًا لنجد حلًا لهذه اللعنة».

استقام يزيحُ دموعه بينما يرتجف.

«لكن هيونغ، المال»
نبس بانكسار.

تعب الجميع في جني المال
أسيذهب في جلساتِ علاجٍ نفسية؟

أسيضحون بكل شيءٍ لأجله؟

«هكذا تكون العائلة كاي،
ليتك كنت مبصرًا».

-----

بارت أهديه بكل حب ل MARIE_52s

نورٌ اندثَر.Where stories live. Discover now