2-ماذا عني؟

1.3K 119 33
                                    

أهلا♡




تتوالى الأيام بنفس الروتين القاتل لأزرق الشعر، الإستيقاظ مبكرا ثم الذهاب للجامعة، مغادرة الجامعة و بعدها الذهاب نحو الستوديو المشترك مع أحد الأصدقاء ثم العودة للمنزل و مراجعة بعض الدروس و بعدها الخلود للنوم.

كثرة الروتين هذه تقتل نفسية الشاحب الضعيفة فعادة هو يشكو من الإكتئاب في منتصف كل سنة دراسية.

التعب و الإرهاق الشديد الذي يأثر سلبا على صحته و رغم ذلك هو لا يحصد الكثير نهاية السنة و هذا يجعل منه يعاني من الإكتئاب أيضا نهاية كل سنة دراسية.

رغم أن أزرق الشعر يمتلك شخصية قوية بحق و لكن نفسيته ضعيفة قد تتأثر بأصغر الأشياء فقد كان قد عانى من الاكتئاب الحاد في سن الثامنة العشر، رغم كل هذا إلا أنه فور إختلائه بالأشقر خاصته يحظى بالسلام النفسي الذي لا يجده سوى قربه.

هو كمضاد للإكتئاب بالنسبة له، شمسه وسط الدجن.

و هذا ما يجعله متعلقا به فإن غادرته شمسه ستغدو سمائه ملبدة بالغيوم فهو الوحيد الذي ينير أيامه و حياته على العموم منذ يوم معرفته به.

يتذكر جيدا ذلك اليوم المغيم حين كان يمشي مع والده في طريقه للإعدادية خوفا من هطول الأمطار، قرب مبنى إعداديته شاهد فتى صغيرا ينير بشعره الأشقر و إبتسامته اللؤلؤية وسط ذلك الجو مما دفعه لهز يد والده ليخبره بأمر عظيم قد إكتشفه فور رؤيته له
«أبي أظن أن الشمس هبطت على الأرض».

و قد كان محقا فقد هبطت شمسه الخاصة يومها على الأرض شاقة طريقها في سبيل سعادته رغم نضجه إلا أنه لا زال يصدق أن الشمس أشفقت على حزنه الصغير و رغبته في إمتلاك أخ فأرسلت له قطعة منها على شكل طفل صغير أشقر الشعر و أزرق الأعين.

لكن مع توالي السنين أصبحت قطعة الشمس تلك أكثر من أخ له، هو الصديق و الأخ و الحبيب و العائلة بالنسبة له.

بالحديث عن الشمس، شمس هذا اليوم كانت قد أشرقت للتو تنبه النيام على بدء يوم جديد بينما بعضهم مستيقظ بالفعل كأزرق الشعر الذي يضع خوذة دراجته النارية على رأسه مستعدا للمغادرة نحو جامعته.

قبل بدء الأشقر بمواعدة تلك الفتاة كان الشاحب ينتظره كل يوم أمام منزله ليقله معه، ولكن منذ حينها هو لم يلقاه صباحا أو يقله معه فالأشقر يعتذر بقول أن له حبيبة الآن و واجبه كحبيب صالح مرافقتها صباحا و مساء.

الأمر يزعج الشاحب كثيرا فهو يشعر كأن هذه الفتاة تسرق حبيبه الصغير منه فوقته معه أصبح محدودا بعد أن كان جُل وقتهما لبعضهما فقط.

Pacify her  |Y.M|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن