7: نحن لسنا الكل

13.2K 1.1K 125
                                    

قبل البدأ أردت الإشارة لكون الرواية كاملة لا تنتظر سوى تزايد التفاعل ليتم تحديث كامل الفصول لذلك فل تتركوا تصويتكم لي سأكون أسعد بمعرفة أراءكم حول الرواية

●●●

سلسبيل البهاوي - Salsabil El-Bahawi

الثقة و الحزم في هيكتور بدتا كما لو كانتا نُسجتا في كيانه منذ ولادته. كل كلمة ينطق بها، كل جملة يختارها، و حتى الحركات الصغيرة التي يقوم بها تُنَفذ بدقة و ثبات. هناك إيقاع معين لطريقته في الحديث، إيقاع يشعرك أنه دائمًا في موقع السيطرة، يعرف ما يريده و ما يجب عليه قوله بلا تردد بلا خوف. سأكون منافقة إذا لم أعترف بأن هناك جزءًا مني يعجب بتلك الصفات. أعجب بشخصية لا تخشى المجاهرة بما تفكر به، بشخص لا يتردد في التعبير عن رغباته و آرائه. لا يمكنني تجاهل هذا الشعور الغريب الذي ينتابني حين أواجه هذه الصفات فيه

أتذكر جيدًا اللحظات التي بكيت فيها، ليس لأنه كان ينقصني شيء ما في حياتي، بل لأنني كنت أفتقد وجود شخص يملك الجرأة لقول الأشياء كما هي، شخص لا يخشى التعبير عن نفسه بصراحة مطلقة

هناك شيء فيه يثير فضولي، إنه ذلك الخليط الغامض بين الصرامة و الهدوء القوة و الحنية. إنه شخص يجبرك على التساؤل، على محاولة سبر أغواره. بماذا يفكر؟ ماذا يخفي؟

حتى في تلك اللحظات التي أشعر فيها بالألم أو بالضعف أمام حضوره، يكون هناك شيء آخر يخفف هذا الشعور، ربما لأنه يملأ فراغ تفكيري بتساؤلات لا تنتهي. إنه يقودني إلى هذا الشعور المربك ما بين الرغبة في مواجهته و بين الهروب من ذلك الثقل الذي يمثله حضوره المشبوه

" أجهزتَ كل هذا من أجلي ؟ "

سألتُه بنبرة تجمع بين الدهشة و الإستغراب عيناي اللامعتين تتفحصان الغرفة التي قادني إليها، الوسائد الكبيرة المريحة الوجبات الخفيفة المتناثرة بعناية و جهاز العرض الضوئي الذي عكس ضوءه على الجدار الأبيض الكبير، كل شيء معدٌ بعناية فائقة

" ليس بالكثير، سأجعلها صالة عرض ما أن ننهي وضع أولى ذكرى لنا بها "

أجاب بهدوء و لم أستطع منع نفسي من الإرتباك، هذا الرجل يأخذني إلى مكان مجهول و لكنه يشعرني بالأمان في نفس الوقت. تلك التفاصيل الصغيرة مثل تركه الباب مفتوحًا قليلا كانت كافية ليجعلني أشعر و كأنني لست محاصرة كما يبدو عليه الوضع

" تصرفي بحرية "

لم أكن أشعر بالراحة الكاملة بعد، لكنني قررت إتخاذ خطوة صغيرة نحوها، انحني لأخلع حذائي و كأنني أتحرر من شيء غير مرئي كان يثقلني. لا أفهم السبب تمامًا لكن هناك شيئًا في حضوره يبعث في داخلي شعورًا مقلقا بالراحة، رغما عن الشكوك التي لازالت تتسلل إلى ذهني تهمس لي بأن أتوخى الحذر بأن لا أسمح لنفسي بالإنجراف بسهولة. و مع ذلك يكون الإغراء أكبر من تلك الأصوات، يشدني نحو الروسي بقوة من الصعب تجاهل تأثيرها

2.STRANGERS | تهليلة ايمان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن