2 : هلوسة سيئة

22.1K 1.1K 250
                                    

Hector Cheuvinas - هيكتور شيوفيناز

كنت أحاول منع جسدي من الإندفاع، لكن كل اهتزاز  ولدته و نحن على الطريق جعل الأمر مستحيلا. الشعور بالغضب إتجاه من تسبب في أن تنغلق هذه الفتاة على نفسها، تداخل بشكل مقلق مع رغبة غريبة نشأت من وجودها الهش بجانبي. رغم كل شيء هيكتور شيوفيناز ليس الرجل الذي قد يستغل لحظة ضعف أحد، خاصةً عندما تكون تلك الروح نقية و بريئة

كانت تجلس متجمعة بجسدها الصغير، تدفن وجهها في كتفها و كأنها تحاول الإختباء من العالم. في حين أغمضت عيناي للحظة و شددت على مقود السيارة حتى تحولت مفاصلي إلى بيضاء، ثم فتحت جفني مرة أخرى غير قادر على منع نفسي من النظر إليها متسائلا في صمت هل هي بشر؟

إنها تشعّ بهالة رقيقة للغاية، هناك شيء في هدوئها في طريقتها التي تُظهر بها هشاشتها. لقد بدت كما لو كانت تجسد الأنوثة النقية في أعمق معانيها، خالية من أي تصنع، لكنها في الوقت ذاته تحمل في طياتها قوة صامتة مثيرة للإهتمام بطريقة لم أعهدها من قبل

هذا ليس جيدا، الفتاة تبدو خارج نطاق الواقع، بعيدة تماما عن الرادار . و مع ذلك فإن فكرة أنني على استعداد لأخذ حياة أخرى، لإنهاء مصدر ألمها هنا و الأن استحوذت عليّ. ربما يمكنني ضم جثة جديدة إلى قائمة خطاياي الطويلة، كل هذا من أجل هذا الكائن الرقيق الذي لم يُظهر لي سوى لمحة من حقيقة أن الكون قد وضعني في لعبة لا أفهم قواعدها بعد

" هل أنتِ بخير ؟ "

سألتها بهدوء و اهتمام، محاولاً كسر صمتها المريب. أومأت برأسها ببطء، لكنها تركت صمتها يواصل نسج خيوط التساؤل بداخلي عن اللقيط الذي أوصلها إلى هذا الحال. أنا لا أعرف تفاصيل قصتها بعد، و لا حتى سبب كل هذا الألم الذي تعيشه، لكني على يقين أن أيًا كان، لن يحدث مجددًا طالما هي بجانبي. هذا سيكون وعدًا مني

نظرت بعيدًا إلى الطريق مجددًا، أفكر كيف يمكنني إطالة هذه اللحظة. كيف يمكنني تحويل هذه الصدفة إلى شيء دائم، شيء صحيح. الفضول الذي شعرت به إتجاهها لم يكن مشابهًا لأي شعور آخر عرفته في تسع و عشرين عامًا من حياتي. رجل الأعمال و المهام الصلب، المدرب على السيطرة و التحكم، لم يُصدم أبدًا بمثل هذا الصدق الصامت الذي أظهرته عيونها الكبيرة. ربما للمرة الأولى، شعرت أن هناك شيئًا لم أفهمه بالكامل، و أن هذا الشيء يستحق الحماية

غالبًا ما يأتي الناس و يذهبون، لكن الأسوأ يحدث حين تتعقد المسافة بين الفعلين. عندما تصبح هناك قوة خفية، دخيل يمنع التراجع أو الهروب. كلما حاولت الإبتعاد، نظراتي تلتقطها من جديد كما لو أن الكون يحثني على الإقتراب. أرى التعب جليًا على ملامحها، تعب يشبه غبار الزمن الذي تراكم على قلبها، و مع ذلك كل نسمة تحيط بها تبدو ناعمة. هناك دفء مغرٍ يهمس لي برغبة لا تقاوم في أن أضمها، كأنني أريد أن أحميها من كل شيء

2.STRANGERS | تهليلة ايمان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن