2.STRANGERS | تهليلة ايمان

13: الوعد بالعودة

جلس هيكتور بعمقٍ في كرسيه الوثير، يراقبها بهدوء و هي تحتسي الشاي و تتناول بضع قضمات من قطعة كعك الفراولة بتأنٍ يناسب سيدة راقية. عيناه تلتمعان بتلك النظرة المليئة بالحب المكنون، بينما يلاحظ كيف تتسلل تعبيرات متداخلة من التفكير العميق على ملامحها. هو في هذه اللحظة لا يحتاج شيئًا سوى مشاهدة تلك السكينة و هي تتشكل من حولها، و كأنها تنسج له حجابًا من الراحة بعد طوفان طويل من العواصف

قطع صمته حين مالت زاوية فمه بإبتسامة خفيفة، و قال بصوت هادئ و عميق

" برينسيسا، ألا تظنين أن الوقت قد حان لأضع خاتمًا في تلك اليد الجميلة ؟ "

نظرت إليه مبتسمةً، و قد ارتسم على وجهها مزيج من الدهشة و المعارضة المتفاجئة، لتجيبه بنبرة هادئة تتخللها لمحة من العتاب

" هيكتور، تعلم أن هذه ليست الطريقة التي تسير بها الأمور في عالمي "

تأمل كلامها مليًّا ناظراً إلى عينيها بتفهم، ثم أردف بصوت عميق يحمل بين كلماته عهدًا صادقا

" أعلم، حلوة القلب. لكنني أريدكِ أن تفهمي، هذا ليس مجرد خاتم. إنه وعد مني بحمايتك، و أعدك بأنني سأحترم جميع حدودك و معتقداتك. سأتبع ما تقصدينه بشكل صحيح ما أن أرتب كل ما يحدث الأن "

صمتت سلسبيل للحظات لتفكر بعمق و قد بدت مترددة، ثقل الكلمات يزداد بين شفتيها قبل أن تسأله بتوجس

" إلى أي مدى ستذهب، هيكتور ؟ هل... هل ستصل لحد القتل ؟ "

تنهد هيكتور و أجابها بصوت ثابت و عينين مليئتين بالعزيمة

" سأفعل كل ما يلزم لضمان سلامتك "

نظرت إليه بقلقٍ واضح، ثم حركت رأسها بقلة حيلة قائلة

" لكن... القتل يا هيكتور ؟ الإسلام يحرم قتل النفس البريئة، و من المستحيل عليّ أن أتقبل شيئ كهذا "

رفع هيكتور عينيه بثبات و تحدث بحزم، و كأنه يقسم بكل شيء يؤمن به

" أقسم بالرب الذي أرسلكِ لي أنني سأبذل كل جهد لتجنب ذلك "

صمتت سلسبيل للحظة ثم هزت رأسها، و في عينيها لمعة قلق بينما همس هيكتور بصوت أرق

" سلسبيل، أريدكِ أن تراقبي كيف سأعيش حياتي لأجلكِ، كيف سأحرص أن تكوني أسعد إنسانة في هذا العالم... فقط امنحيني موافقتك "

ثم وقف و ركع على ركبة واحدة، و فتح صندوقًا مخمليًا أحمر يحمل خاتمًا بسيطًا لكنه مشع بجماله. رفع عينيه إليها مستجديًا