الثلاثاء 18 أفريل 2017
في وقت يتخلل بين التاسعة و العاشرة صباحا بالضبط في حصة الرياضة.
وقفت فتاة طرف الملعب و الإنتباه مكتسح ملامحها أما عن يداها فكانت دائما في وضع إستعداد كانت حركة عيناها متناسقة مع حركة الكرة و كأنها لا ترى شيئا سواها، أنظر لمرة في عينيها و ستقول عنها هادئة، تعمق في النظر و سترى شدة حماسها التي تعمل جاهدة على إخفائها.
هي إبنت ثلاثة عشر سنة ذات شعر بني طويل و عينان سرقت للبن لونه، تشغل مركز حارسة كرة اليد، جسدها ممتلئ روحها خفيفة، و عقلها أخف، طاهرة لم يمس الحب قلبها قط و رفضت أن تدنس نفسها حتى بأفكار أعشارها…أمسكت بكرة مباغتة فسمعت تصفيقة لم تكن وحدها من إستدارت بل الجميع و من منا لا يعرف أن مباريات المدرسة خالية من الجمهور إذا هي خالية من تصفيقاتهم.
و لأول مرة منذ بداية المباراة أبعدت إسراء عينيها عن الكرة و إكتشفت أن هناك ما يستحق نظراتها أكثر من الكرة كان شابا يافعا يقف في الدرج يبدو أنه كان يشاهد المباراة لشدة ملله من الدراسة ربما، قد تفصل بينه و بين حارستنا سنة أو سنتان لا أكثر، فارع الطول هزيل الجثة أسمر البشرة ذو عينان خضروتان و شعر لن أجزم بصفرته كما لن أجزم بكونه بني، حسنا يمكنني أن أقول أن إسراء و على عكس عادتها هناك من سجل في شباكها لأول مرة.و هكذا إستمرت المباراة و كان الفتى يصفق للطرفين إلى أن إنتهت في الساعة العاشرة لا داعي للإستغراب هذه حالات مباريات المدرسة المتوسطة، أيضا عندما نقول العاشرة نقول فسحة توجهت إسراء للمكتبة مباشرة بعد أن غيرت لبسها الرياضي، يمكنني أن أصفها بأنها دودة قراءة.
«هاي»، «أنتِ»، «Gardienne(حارسة)»، إستدارت مباشرة ناحية من قال أخر كلمة، ﴿ذو العينين الجميلتين قالت في قلبها﴾، السلام عليكم فرد السلام، لاذ الإثنان بالسكوت ثواني ثم أردف «ناديتك عدة مرات لم تستديري» و ضحك قليلا، بالرغم من ملامحه الضاحكة لكن كان بإمكاننا قراءة إسترقابه لردها بشغف
قالت «فقط لم أسمعك»، إبتعد بخطوة عن الصور الذي كان يتكئ عليه مقتربا بذلك منها بخطوة، ثم قال «إسمي سيف الدين أو يمكنكي مناداتي سيفو» و رمى يده لها صافحته و قالت «إسراء»،
«هل ستخرجين الأن؟»
«لا سأذهب للمكتبة»
«إذا نلتقي قريبا؟»
«إن شاء الله»
و هي في المكتبة لأول مرة شغل تفكيرها شخص من جنس أدم، لم تقرأ بالوتيرة التي عهدت نفسها عليها كانت قرائتها بطيئة جدا لدرجة يمكنني أن أقول انها لا تعرف القراءة،قالت في نفسها «لم أؤمن قط بالحب من أول نظر لكن أيعقل؟»
أما عن سيف الدين، فكر فيها مرة واحدة و قال في نفسه «بريئة جدا» ثم مضى.إسراء
شهر كامل و نحن نلتقي صباحا في الفسحة أو نتبادل نظرات أثناء حصة الرياضة بعد أن صارت موعدنا الرسمي لكن للأسف لم نتبادل شيء أخر سوى السلام و سؤالنا الإعتيادي عن أحوالنا، يا عزيزا على قلبي ألن تبادلني عناقنا؟، قد أكون تماديت بتفكيري هذا لكن أيا يكن هذا ما أردته لكن لم أتجراء و أنطق بها.
مر الشهر بلمح البصر، كنت كلما رأيته حتى إبتهج قلبي و تحسن حالي، لكن هذه أخر مرة سنلتقي فيها هذه السنة فبعدها العطلة لعلني أنسى خجلي و أطلب منه حسابه على إحدى منصات التواصل أم ربما سيطلب هو؟، أوووه هاهو ذا قادم سأعرف بعد قليل، كنت متكئة على نفس السور الذي حدثني منه أول مرة صار ذلك مكاني المفضل في المتوسطة و نظرت بعيدا و كأنني لم ألاحظه، لكن في الحقيقة بكل خطوة يقترب منها لي كان قلبي يدق دقة، لطالما كان سريع الخطوات و الأن بسببه قلبي يكاد ينفجر، «السلام» قال
«وعليكم السلام كيف حالك؟»
«سيء قليلا»
إنتفض كل شيء فيّا، أحزن أنا و ليضحك هو «و لماذا؟!»
«كما تعرفين إقترب موعد إختبار التعليم المتوسط ولا أرى نفسي جاهز مئة بالمئة، سبق لي أن رسبت سنة لن يفيدني خسارة أخرى»
«هون عليك لم يتبقى الكثير صحيح لكن ما تبقى يمكنك أن تتدارك فيه نفسك لعلك تنجح»
«أتمنى ذلك من قلبي لكن…»
«لكن ماذا؟»
«لا عليك إنسي سأحاول لعلي أوفق و أنجح، تبقى على إمتحانك سنة كاملة إجتهدي لتلحقي بي، أريد أن أمتلك صديقة جيدة هناك»
إبتسمت فقط صافحني و نحن إعتدنا أن نتصافح في بداية الكلام، هي مصافحة وداع إذا.دعوت له أن ينجح من كل قلبي طيلة الصيف لعلنا نلتقي مجددا و أكون له أكثر من صديقة
VOUS LISEZ
المتصنع
Fiksi Remajaعندما أحبت فتاة طاهرة شخصا من حثالة البشر كيف تأثرت به و كيف تغيرت هي بنفسها هذا ما سنراه