|٩| عاد مِن حيثُ أتى.

79 46 1
                                    

« مـ.. ماجد والِـ معاه وصلوا البلد! »
نبست مَوْج بِتقطع بعدما أنهى لِيل المُكالمة بِضغطِه على الزر، دون الرد على الصغير ولو بكلمة واحدة.

« مُوج، أنا لازم أمشي، خالتو.. خالتو يا مُوج! »
انخفضت نبرة صوته في نهاية جُملته، لِتهز مَوْج رأسها نافية بِشدة قائلة:

« لأ.. مُستحيل! مٌستحيل! القارب وبابا وماما.. »
تحدثت بِادارك في نهاية حديثها، قبل أن تمتلئ عيناها بالدموع مُسترسلة حديثها:

« أنا أخدت القارب وهربت، دا كان الحاجة الوحيدة الِـ هتساعدهم يهربوا مِنهم يا ليل! أنا.. »

« مُوج عشان خاطري دا مش وقت إنك تلومي نفثك ( نفسك )، أنا لازم ارجع يا مُوج، هتيجي؟ »

تسائل ينُاظرها بِقلق، لِتطالعه صامتة لِـ ثوانٍ، قبل أن تحرك رأسها بِقوة نافية غير قادرة على النبس بِبنت شفة.

« يا مُوج عشان خاطري بلاش عِناد! دا مِش وقته، أنا لازم ارجع، وأنتِ لازم ترجعي معايا لأهلك يا مُوج، مينفعش تفضلي هِنا لوحدك! »

« عُمري! عمري ما هرجع لِيهم يا لِيل، القارب عندك في البحر يا لِيل، خده وارجع، متشغلش بالك بيا، بس عشان خاطري، ساعد بابا وماما. »

كانت تتحدث بِنبرة باكية تحولت إلى متوسلة في نهاية حديثها، بينما وقف لِيل يُطالعها بِصمتٍ، يُحاول تمالك أعصابه وعدم سحبها مِن يدها وأخذها بَعيدًا عن هُنا، صدرت تنهيدة مِن فمه تدل على نفاذ صبره بينما يتحدث:

« افهميني! لازم ترجعي، ومتخافيش! أنتِ هتفضلي في أمان طول ما أنتِ معايا، ومحدش مِنهم هيقدر يقربلك يا مُوج، عشان خاطري شوفي الموضوع مِن زاوية تانية، مفيش وقت يا مُوج. »

تحدث يرجوها أن تقبل أن تعود مَعه، ولكن كٌل ما قابله مِنها هو دموعها المنزلقة فوق وجنتيها تتدفق كالشلال، وهزة رأسها التي لا تقوى على فعل شيء غيرها بينما تردف بِتقطع:

« ارجع يا لِيل، أنا عمري ما هرجع، عشان خاطري أنا.. ارجع، مازن محتاجك جنبه هو وخالتك يا لِيل، روح اتطمن عليهم ومتقلقش عليا، أنا.. أنا كويسة. »

ارتجف صوتها في النهاية، ليطالعها لِيل بِنظرات غير مَفهومة، قبل أن ينهض مِن مكانه، مُحذرًا إياها بِصوتٍ هادئ:

« مُوج، أنا همشي.. بس ثدقيني ( صدقيني ) هرجع تاني، خلي بالك مِن نفثك ( نفسك )، المكان هِنا مِش آمن. »

انهى جملته يتنهد بِقوة، قبل أن يحثها على النهوض قائلًا:
« قومي روحي الكوخ الِـ أنا قاعد فيه، ومتخرجيش.. »

نهضت هذه المرة بلا عِناد ودون قول كلمة واحدة، تسير خلفه في طريقها إلى الكوخ، لم يسيرا كثيرًا، دقائق وكانا قد وصلا، لتدخل هيّ إلى الكوخ، والتفت هو يسير عائدًا مِن حيث أتى، قبل أن يُدير رأسه يُلقى نظرة عليها قبل أن يعود.

Night Wave | مَوْج ليْلِيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن