|٣| تحبي تتاكلي بكاتشب؟

113 47 22
                                    

تسللت أشعة الشمس تخترق الثقب الصغير الموجود بالخيمة، بينما كان أحدهم مُستقيظًا مُنذ ليلة أمس، مُتأهبًا للقتال في أي لحظة.

ومَن سِواها؟ جالسة في خيمتها تُمسك بِخنجرها في يد، وسكينة حرصت أن تزيد حِدتها عن طريق حكها بِصخرة ما في يدها الأخرى، وقِطها اللذيذ يجلس فوق رأسها هذه المرة لا كتِفها، مُنتظران سِماع صوت الكائن ذو العيون العسلية بالخارج، حتى ينقضا عليه.

ولكن ها هو الصباح يحل والشمس تنشر أشعتها اللامعة، وهما مازالا على نفس حالهما من ليلة أمس، لِتزفر بِملل وهي تُلقي بالخنجر والسكينة على الأرضية مُردفة بِتأفف:

« أوف! الله يقلقك زي ما قلقتنا على الفاضي يا حيوان، سِيمبا، عملت شُغل جامد ما شاء الله ربنا يحفظك لِـ أمك، تعالى أجبلك تاكل. »

أنهت جُملتها تتحرك جالبة عُلبة أخرى مِن " التونة " حتى يأكلها سِيمبا، وكالعادة بدأ هو يلتهمها بِنهمٍ، هذا المفجوع!

« خلص أكلك علشان ورانا مهمة قتل على السريع. »

أردفت قاصدة بِجملتها قتل نفس الفتى من ليلة أمس، ولم تكن تمزح بالمرة، حيث فورما أنهى سيمبا طعامه، خرجت ومعها حقيبتها الصغيرة واضعة بِها عدة القتل خاصتها " سكين، مِطرقة، وخنجرها. " عازمة على أنها إن وجدته بالقرب من مكان خيمتها مُجددًا، فَستقوم بِتفجير رأسه بالمطرقة!

خرجت ولم تجد له أثر، فأخذت تتجول بالقرب من مكان خيمتها، ولكن دون وعي مِنها ابتعدت قليلًا.

كانت تسير حتى وصلت لِمكان بِه أشجار يبدو وكأنه غابة، كانت مُترددة بالدخول في البداية، ولكن فضولها كان أقوى مِنها، لِذلك بدأت بالسير جهة هذه الأشجار.

كانت تسير بِخطواتٍ بطيئة وسط الأشجار الخضراء، وكانت كلما ازدادت تعمقًا بِداخل هذا المكان، كُلما ازدادت الأشجار كثافة وغرابة.

رأت أشجار غريبة، وثمار أغرب تنضج فوق هذه الأشجار، كانت مبهورة بِكل ما تراه، حيث كانت تسير الآن وهي تفتح فمها كالبلهاء، وعيناها مفتوحتان على مصراعيهما لِشدة انبهارها بِغرابة المكان الذي تتواجد فيه.

في بداية الأمر، كانت تسير بِكل حذر، واضعة يدها فوق حقيبتها المُتعلقة في رقبتها، مُتأهبة لِلقتال في أي لحظة، ولكن بِمرور الوقت ومع سيرها وشِدة انبهارها، قل حذرها، وأصبحت تسير كالجاموس بلا حذر، وهذا هو غرضهم مُنذ البداية، اغواء الفريسة وجعلها مبهورة بالمكان، ثم الهجوم!

سارت وسارت ولم تشعر بالوقت، وأثناء سيرها وجدت شجرة توت على يمينها مُتخفية بين الأشجار السميكة الأخريات، وهنا أصبحت تسير كالمسحورة جهة الشجرة، فما أجمل مِن توتٍ طازج مِن فوق الشجرة مُباشرةً؟

وصلت للشجرة ووقفت تطالعها للحظات قبل أن تدنو على الأرض أسفلها مُمسكة بِصخرة تُلقيها على الشجرة بِغرض أن تجعلها تُسقِط التوت لها.

Night Wave | مَوْج ليْلِيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن