الفعالية ٦ : بثينة وجميل

67 11 5
                                    


بعد قصة قيس وليلى الشهيرة، نلتقي اليوم مع حكاية رومانسية عربية قديمة لا تقل شهرة عن سابقتها ولا تقل حزنا وإثارة.

كان الشاعر الحجازي جميل بن معمر يرعى الإبل في وادي بغيض بالقرب من المدينة المنورة حين أخذته غفوة نوم، وكانت بثينة بنت حبأ تتجول بالوادي مع إحدى صديقاتها فضربت إحدى إبل جميل. فلما انتبه لها ذهب يسبها فسبته وتجادلا متبادلين الشتائم، فأحب جميل جرأتها وأحبها وكتب فيها الشعر.

حين تقدم جميل ليتزوج ببثينة، رفض العرب لعادتهم منع زواج المحبين الذين اشتهر صيتهم في المنطقة عبر القصائد، ذلك خوفا من قول العرب أنهم زوجوا ابنتهم سترا لها بعد أن حدث المحظور بينها وبين حبيبها فإبعادا للشبهات كانوا يزوجون بناتهم بغير أحبتهم. وقد صدم رفض أهل بثينة زواجه بابنتهم جميل وكسر قلبه، ثم ما لبث أن زوجوا بثينة لرجل ثري يدعى نبيه بن الأسود إنهاء لهذه القصة.

ورغم الزواج فإن جميلا لم ييأس ولقد قرر أن يتمرد فاستمر يقابل بثينة كل ما غاب زوجها في بيتها أو في مكانهما المعتاد، فلم يجد انتقال الزوج بزوجته أي نفع ولم ترد بثينة جميلا واستمرت في لقائه حتى أن أهلها قد رغبوا في قتله غير أن مكانته وقوة قبيلته منعاهم من دخول حرب لا يقوون عليها. فلما فشلت كل حيل أهل بثينة وزوجها اشتكوه للوالي مروان بن الحكم الذي أمر بقطع لسانه إذا لم يكف عن ملاحقة حبيبته وكتابة الشعر فيها. هرب جميل إلى اليمن مدة حتى تم عزل الوالي عن منصبه فعاد جميل إلى سابق عهده وقد زاد تشبثه وتمرده حبه في قلب بثنة.

افترقت بثينة عن جميل في نهاية المطاف، بعد أن أخرج قومها إشاعة بأنه يطارد جارية لهم إبعادا للشبهات عنهم وعن ابنتهم حتى لا تهينهم العرب، مما أغضب جميلا فدعا بثينة إلى مكان يقال له برقاء ذي ضال، وبقيا يتبادلان الأحاديث حتى نامت على يده، فرآها القوم وأدركت هي أن حبيبها قد تعمد ذلك لغاية في نفسه فهجرته رغم حبها له. حتى لما يئس جميل من لقائها سافر إلى مصر وهناك مرض ثم مات وبكته بثينة وحزنت له حزنا شديدا وكان آخر شعره الأبيات التالية:

صَدَعَ النَعِيُّ وَما كَنى بِجَميلِ

وَثَوى بِمِصرَ ثَواءَ غَيرِ قَفولِ

وَلَقَد أَجُرَّ الذَيلَ في وادي القُرى

نَشوانَ بَينَ مَزارِعٍ وَنَخيلِ

بَكُرَ النَعِيُّ بِفارِسٍ ذي هِمَّةٍ

بَطَلٍ إِذا حُمَّ اللِقاءُ مُذيلِ

قومي بُثَينَةُ فَاِندُبي بِعَويلِ

وَاِبكي خَليلَكِ دونَ كُلَّ خَليلِ

هنا تنتهي قصتنا وهنا يحين دورك عزيزي الفراولة، بعد أن قرأت القصة وتهت في أحداثها ومعانيها، لو أمكنك أن تغير في أحداث هذه القصة بأسلوب يجعلها أكثر تميزا وربما يمنحها سحرا جديدا، ما هي الأحداث الجديدة التي ستختارها؟

شاركنا أفكارك في التعليقات.

بتلات القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن