Huit

334 12 1
                                    

مَر اليَوم الأخر بهِدوء قامت إيليت بقضاء هذا اليَوم فى النوم فقط
و

كان چونغكوك طوال اليَوم فى الخارِج و عاد إلى المَنزِل وَجد إيليت فى المَطبخ تَقوم بإعداد كَعكةً ما
للحظة تَمنى چونغكوك داخِلياً أن تَتكرر هذه اللحظة كُل يَوم فهذه اللحظة قد أشعرتُه بدِفء هذا المَنزِل الذى إمتنع مُنذ أعوام فهو تَخيل إن إيليت زَوجته و هو لتوه عاد مِن العَمل بعد يَوم مُرهِق مُتعِب
إقترب چونغكوك منها مُعانِقاً إياها من الخلف وَاضِعاً رأسه فى جَوف عُنقِها مُسبباً تَوقف أنفاسها لثوانِ و لَكِن حاولت التَماسُك قَليلاً او تَمثيل هذا فسألتُه بلُطف : ماذا فعلت فى يومك ؟
إبتسم چونغكوك بهِدوء فلم يَسأله أحد هذا السؤال قط فقال بإختصار : كنتُ أُوبَخ بسببكِ
أدارت إيليت رأسها له قائِلة فى صِدق و حُزن ظاهِر فى بُؤبؤ عَينها الأزرق المُساوى لماء المُحيط : أسِفة لكَ ، أشعُر بداخلى إنى سأتسبب فى أذيتكَ
رَبت چونغكوك على شَعِرها مُبتعِداً عنها بهِدوء أو مَعنى أصَح ليُدارى عَنها عيناه التى إمتلئت بالدِموع للتَو فهو بالفِعل إقتربت نِهايتُه فى أكثر شَيى يُحبه و هو عَمله فما طَلبوه منه هذا اليَوم مُستحيل أن يَفعله و إن كان أوشك على المَوت لن يَفعله
جَلسا يتناولان الكَعكة التى أعدتها إيليت بحُب ظاهِر بها
و هما يَتناقشان بسعادة عن عِدة إمور حتى سألته إيليت بفِضول كالعادة : چونغكوك لا أُريد أن تَشعُر و كأننى مُبتذلة و لَكِن أنا بَحق أري فى عَيناك حُزن دائِم حتى و إن كنت تُقهقه
قَهقه چونغكوك بسُخرية قائِلاً : لِماذا أصبحتِ كالفِتيان المُراهقين الذين يُراسِلون الفَتيات فى طَلبات المُراسلة
صاحت به إيليت بغَضب قائِلة : يااا لِماذا دائماً تنسى إننى أنا أيضاً مُراهِقة أيها الثلاثينى العَجوز !
أخرج لها چونغكوك لِسانه يُغيظها قائِلاً : إثبتى إننى ثلاثينى و حينها سأتوقف عن سب المُراهقين أنا مازِلت فتى فى العِشرينات نُظراً لوَجهى الفاتِن ، لَكِن أخبرينى لِماذا أنتِ غَبية لهذا الحَد ؟
إقتربت إيليت منه مُتحدِثة بإثارة عن عَمد : مِن كَثرة التَفكير بكَ عَزيزى قد فقدتُ عَقلى
هى فقط تمزح لماذا إذا قلبه أخذ الحَديث على مَحمِل الجَد و شَرع ينبُض بقوة !
جَلسا يُراقِبان النِجوم بهِدوء كعادتهما المُفضَلة حَتى تَحدث چونغكوك كاسِراً حاجِز الصَمت و مَعه كاسِراً تِلك الحِدود الذى كَتمت أنفاسه جاذِباً إنتباه القابِعة أمامه  : عِندما كنتُ صَغيراً لم أبلُغ من العُمر سِوى عَشرة أعوام بَعد أن فقدتُ والِدتى عِند الخَامِسة كنت مَحبوساً فى غُرفتى طَوال تِلك الخَمسة أعوام بسبب والِدى و كان هذا بسبب خَوفِه الشَديد و هَوسه من أعدائه حتى لا يَقتلونى كآخر نُقطة ضَعف له بَعد والِدتى و أخى الذى لم يُكمِل الثلاثة شِهور فى رَحمِها عِندما قُـتلا الإثنان بدَماً بارِداً و أنا كنتُ المَقصود و لَكِن أمى كما إعتادت دائِما ضَحت بنَفسِها من أجلى عانقتنى بِقوة حَتى جاء بَعض الأشخاص الذين قاموا بتَغطية أوجِهم و لَكِن إن رأيت عيناهم بين الالاف سأعرِفها كانت مَليئة بالكُره و الشَر و إستغلوا فُرصة إحتضان أُمى لي و قاموا بَطعنها عَشرة طَعنات فى ظَهرها و عُنقها حَتى تَغطيت بدِماء و هى مَا زالَت تَحتضنى
تَوقف عن الحَديث ليأخذ أنفاسه بهِدوء بعد ان زادت نَبضات قلبه و الدِموع على وَجنتيه لا تَقِف و إيليت تُبادِله البُكاء بحُرقة على حَاله فكَيف لطِف ذو خَمسة أعوام يمُر بهذا كله !
فإقتربت منه إيليت جالسة أسفل قَدمه و هى تُربِت على يداه تَحتضنِها بين يداها فى حَنان تُحِثه على إكمال إفراغ ما بداخله من حُزن فأكمل مُطمئِناً بوِجودها : و حِينها عِندما لَفظت أمى أنفاسها الأخيرة تَحدث ذو الأعين العَسلية صاحِب الصَوت الأجِش أرسِل هذه التَحية لوالِدكَ الفِرنسى يا صَغير و أخبره إن الأدوار تَقترب ، لم أشعر بشَيئ بَعد هذا حتى فُقت فى المَشفى و والِدى يحتضنى بأكبر قوة قد يملكُها و هو يبكى بشِدة حِينها تَرجم عَقلى الصَغير إنه كابوس مِن ضِمن كَوابيسى حَتى حاولت التَحدث و لَكِن لم أقدر شعرتُ و كأن أحداً ما قد أمسك حِبالى الصَوتية بقوة مانعاً إياي من الحَديث ، جَميع أصدقاء أبى و الأقل منه رُتبة مُلتفون حَولى فى قَلق بملابِسهم الرَسمية و لَكِن من داخِلى كنتُ أبحث عنها هى فقط لا أحد سِواها عِندما لم آراها و سمعتهم يَتحدثون عن دَفنِها علمتُ إنه لم يَكُن كابوس ، و بقيتُ ثلاثة أعوام أُعرض كل يَوم على طَبيب نَفسى لعِلاج ما حَل بي الذى سبب لى صَدمة نَفسية جَعلتنى غير قادِر على الحَديث و عِندما وصلتُ للتاسِعة بدأتُ فى التَحدُث مُجدداً و لَكن أبى رَفض خروجى من المَنزِل قَط حَتى الخَدم لم يَترُك سِوى واحِد لخِدمتى و يُساعِدنى فى الدِراسة فقد أصابه هَوس إن من المَمكن قتلى حتى أكملت الخامِسة عَشر و أنا لا أعلم ما يَحدث فى الشارع حَتى وَجدت أحد ما يَقرع على باب غُرفتى بقُوة و عِندما خُفت و لَم أفتح الباب قد كُسر بقُوة و كان هذا الرَجُل هو ذاته الذى قَتل والِدتى فأنا أُميز عيناه بين الالاف و هو مُمسِك بوالِدى و يَقوم بدَفعه حَتى وَقف بجانبى فإحتضنى والِدى بقوة قائِلاً لا تَخف صَغيرى كل شَيئ سيَكون بِخير زاد نَبض قلبى و رأيت ما حدث منذ عشرة أعوام يتكرر أمامى و كأنه فيلماً ما و تنبأتُ ما سيَحدث بعد هذا و بالفِعل تحدث هذا المَلعون قائِلاً أخبرتكَ الأدوار تَقترِب و حان الوَقت على صَغيرك ، أنا لم آبه لحَديثه قَط بل كنت مُركِزاً على المُسدس بيَده و رَغبة عارِمة إجتاحتنى فأخذته منه بحَركة سَريعة و قبل تَحرُك أحد قومت بتَوجيه الرُصاصة لساقه اليُمنى و عِندما رأيتُ دِمائه تَذكرت دِماء والِدتى التى غَطتنى فشعرتُ بالدوار و ألقيت المُسدس بذُعر مُمسكاً برأسى و لم ألبُث ثوانِ حتى سَمعت صَوت رُصاصة أخرى كانت مَصيرها الإستقرار فى قَلب والِدى الذى سَقط مَيتاً أمامى
بدأت إيليت فى البُكاء بهيسترية هى لا تَستوعِب إن هناك أحد قد يمر بهذة المآساه قط طِفل رأي مَصرع والِدية بتِلك الطَريقة الشَنيعة !!
فتحدثت إيليت بقَلق تتمنى ألا تَكون إجابتُه بنَعم : هل والِدك هو چيون سو ؟
همهم چونغكوك بهِدوء ففُزِعت إيليت مُبتعدة عنه برَجفة وَاضِحة و عادِت ذِكرياتِها لَعشرة أعوام
FB
إستمعت هذه الطفلة ذو الإثنا عَشر عاماً لشِجار والِديها هذه المَرة بقوة عن كل يَوم و والِدتها تَصرخ : لِماذا لِماذا تَفعل هذا مع عائِلته لماذا تأخذ معه الإمور على مَحمل شَخصى أنا مُتأكدة إنك لم تَقتِل زَوجته و تقتله بهذه الوَحشية فقط لأنه إكتشف إنك ستنضَم للجَيش الشمالى !
أجابها لي يي ري ببِرود : نَعم إيلينا الإمور على مَحمل شَخصى حبيبة عُمرى تَركتنى و تَزوجته و أخبرتنى إنه أجبرها على هذا و بَعدها إكتشفت إنها وَقعت فى حُبه لهذا تَخلصتُ منهما هما الإثنان
الدِموع سَقطت على وَجنتي إيليت وإيلينا فى صدمة حَتى أعادت إيلينا الصُراخ عَليه قائِلة : إذاً لماذا لم تَقتِل إبنهما أيضاً بدلاً ان تتَركه يتعافى طَوال عُمره من صَدمته تِلك ؟
أجابها بسُخرية : چونغكوك ! لا مُشكلتى ليس معه ليس من ذنبه إنه إبنهما
نَفت إيلينا برأسها بإستحكار : كل يَوم أكرهكَ أكثر كل يَوم أعلم إننا نَعيش مَع مُجرِم تَحت سَقف واحِد كان يَجِب أنا اتأكد إنك أكثر شَخص لَعين عُندما إغتصبتنى فى يوم الزِفاف و حملتُ حينها بإيليت و لم أستطع أن أُحبها لأنها إبنتك من دمك أيها اللعين القاتِل ، سأُبلِغ عنكَ
لم تتحدث إيلينا بَعد هذا الحِوار بسبب تَعنيف لي يي ري لها وحَبسها فى الغُرفة حَتى إنفصلوا شَكلياً بَعدها بخمسة أعوام عِندما أصبحت إيليت فى السابعة عشر و رَفضت أن تَظل مع أحد منهما و إختارت أن تَعيش وحدها
EFB
أفاق چونغكوك إيليت من شِرودها و بُكائِها الهِيستيرى عِندما لَمس وَجنتيها يَمسح دِموعها فى حَنان مُتحدِثاً بحُزن : لا بأس إيليت لا تَبكى أنتِ معي الأن
نَظرت له إيليت فى نَدم هى تَكره نَفسها أكثر الان بَعد أن علِمت إنها إبنة الرَجل الذى تَسبب فى كل هذا الالم لچونغكوك فتَحدث چونغكوك مـجدداً : أعلم إن والدكِ الفاعِل إيليت
نَظرت إليه إيليت فى خُوف و إقتربت منه تُعانِقه بقوة هى تُريد أن تدفِنه بين أضلاعها حتى لا يُؤذيه أحد مُجدداً
فتَحدث چونغكوك شادداً على عِناقها : لَكِن لا تقلقِ أنا لم أظهر حولكِ للإنتقام منك هذا مُستحيل فأنا قد وَقعتُ فى حُبك بالفِعل
فَصلت إيليت العِناق تَنظُر له فى حُب مَلحوظ فچونغكوك لم يَعترف لها إلا عِندما لاحظ مُبادلتـُها له
فإقتربت إيليت آخذه زِمام الإمور مُقبلةً إياه بشَغف و طَعم ماء أعينهما المالِح يملأ شفتيهما
و هذه لَيلة حَزينة شهد عليها القَمر لهذا الثُنائى .

كان چونغكوك طوال اليَوم فى الخارِج و عاد إلى المَنزِل وَجد إيليت فى المَطبخ تَقوم بإعداد كَعكةً ماللحظة تَمنى چونغكوك داخِلياً أن تَتكرر هذه اللحظة كُل يَوم فهذه اللحظة قد أشعرتُه بدِفء هذا المَنزِل الذى إمتنع مُنذ أعوام فهو تَخيل إن إيليت زَوجته ...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
𝑆𝑃𝑌 𝐵𝑢𝑡 𝐵𝑜𝑦𝑓𝑟𝑖𝑒𝑛𝑑.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن