26_ شآى بالَنِعٌنِآعٌ

8K 784 37
                                    

قُصّدٍتٌكْ مًنِ کْلَ آلَجّهّآتٌ مًنِآدٍيَآ
أجّرنِيَ مًنِ آلَقُيَدٍ آلَذِيَ شُدٍ مًعٌصّمًيَ
أعٌدٍنِيَ لَنِفُسِيَ کْمً تٌغُربًتٌ حًآئرآ..
..

.. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" خلى بالك من مواعيد علاجك.. واكلك ميتأخرش.. فى الجامعة انا واثق انك مش هتعملى اى تصرف ساذج انا عملتلك موبيلك.. اهو وهكلمك كل شوية "

لم تنظر اليه محاولة تسكين ألم قلبها.. فهو يتأهب الان للرحيل، ..
وجدته يهبط يقبل جبهتها يقول مودعا " أنا أسف يا بيلا.. والله ده غصب عنى.. بس انا مش عايز اسيبك وامشى وانتِ لسة زعلانة.. كفاية عليا دموعك دى "

لم تعيره انتباه وهى مازالت على جلستها تتجاهل وقوفه ليهدر انفاسه بعنف.. و احباط فما باليد حيلة.. فكر كثيرا فى تأجيل التكليف ولكن وجدها هى نفس الفكرة فبالحتم هو سيقضى تلك المدة و بسيناء ايضا..
حمل حقيبته المجهزة منذ كانا فى الإسكندرية ... وكان سيسير مغادرا الغرفة حتى هبت سريعا نحوه وهى تعقد يدها على رقبته فى حركة سريعة ترتمى بأحضانه..
رفع يديه يبادلها العناق حينها تصاعدت شهقاتها الممزقة.. مسد على رأسها وهو يحاول تهدئتها ليقول قبل ان يقبل شعرها.. " خلاص يابيلا بقى، وبعدين عايز اقولك ان فى اجازات... لسة معرفش هيبقى نظامها اية فى المستشفى اللى انا رايحها.. "
لم.تعلق بكلمة وهى مازالت بأحضانه تبكى.. ليقول بصوت خافت " كفاية عياط بقى، عياطك بيوجع قلبى.. "

صمت قليلا.. لم تمض ثوانٍ الا ان جائته بسؤالها وهى تمسح وجهها " و ده من امتى؟! "
ضحك على سؤالها ليجيب " من بدرى.. من يوم اول مرة اتخانقنا.. "

نظرت له بغرابة ليكمل بنبرة ذات مغزى " ساعة المايو يا بيلا.. "
ضحكت اثر حديثه.. ثم اكملت بصوت متحشرج " هتوحشنى اوى يا مؤمن.. انا آسفه انى انانية بس صعب عليا اوى انى ارجع تانى لوحدى.. "

احتضن عينيها بخاصته وهو يردف " عمرك ما هتكونى لوحدك يا فندم.. انا معاكِ دايما "

" وكمان خايفة حبك ليا يقل بالبعد.. زى ما حصل مع ماما.. "

أجاب مطمئنا اياها.. " عايزانى اقولك انى حبك عمره ما هيقل بل بالعكس بيزيد كل يوم.. "

ضحكت على كلماته تومئ بايجاب ليقول " انا من ساعة ما قبلتك وانا بقول كلام ماتوقعت انى اقوله بصراحة.. بس الست قالت كله فى حبك يهون يا فندم

لتضيق بعينيها لتتسائل " أم كلثوم قالت يا فندم؟! "

رسم بسمة على ثغره يقول فى ثقة " لا فندم دى بتاعتى انا.. ماركة مؤمن طلال "
اكمل فى مشاكسة " المهم يعنى اسافر وانتِ راضية خلاص.. "
ابتسمت له برضا.. بِـمثابة تنهيدة دافِئة بينَ تعبٍ وآخر .
..

مـرت عدة ساعات.. ..و مرت ساعات سفره من حين الى اخر يتلقى منها اتصال.. تستفسر عن وجوده الان ..
كان قد هبط الى شمال سيـناء..
بلاد لُقبت بأرض الفيروز.. وذهب مصر ، العروس البدوية.. اعرف اننى حين اوصفها لن اوفيها حقها من الجمال .. ففوق كل هذا فرمالها تمتزج بدماء الشهداء..
تنفس بهدوء وهو يتوكل الى خطوته الحديثة امام تلك المستشفى..
مستشفى " العريش المركزى "

البحث عن كتكوتٍحيث تعيش القصص. اكتشف الآن