بسم الله الرحمن الرحيم....
نوفيلا قصيرة بعنوان " طيف "...
" وقفتنا متنفعش كده "
꒷꒦꒷⏝꒷꒦꒷⏝꒷꒦꒷⏝꒷꒦꒷⏝꒷꒦꒷⏝꒷꒦꒷
طفلة في الخامسة من عمرها ...
دخلت الصف الجديد بعد التحاقها بالمدرسة الجديدة.. تقدمت لتجلس على مقعد بجوار بنتين بنفس العمر فرفضن قائلات :
" إنت هتفطسينا لو قعدت شبه الدبة "
" ده إحنا لو ينا دبوس متفرقعی"
- ضحك -
كبقية الأطفال بدأت بالبكاء لتلك الإهانة الجارحة كانت تزيد بضع كيلوغرامات عن الوزن الطبيعي ....
أنت المعلمة و إستفسرت عن السر في بكائها فقصت الصغيرة المجروحة ما أزعجها فزجرت المعلمة البنتين ثم أخذت الفتاة جانباً ....
وقالت بمرح : متزعليش يا قمر ميقصدوش.
ثم أكملت بمزاح موجع : وبعدين إنت بطلي أكل بابي هيصرف عليكي إزاي و أكلك كده.
لم تكن تقصد ما قالت و لكن الفتاة أطاعتها بمنتهى البراءة مع وعد بعدم الأكل .
مر اليوم و الفتاة غذائها كما هو في - اللانش بوكس - جائت والدتها و سارتا في الطريق العودة للمنزل ...
كان من الغريب بالنسبة لوالدتها "ورد" أنها لم تطلب حلوى في الطريق ..
بعد ساعات في المنزل كانت الطفلة تحل الواجب المدرسي بإندماج .....
دخلت أمها الغرفة قائلة : يلا يا طيف العشاء.
ردت "طیف" برفض: مش عاوزة أكل يا ماما ...
قالت والدتها بدهشة : ليه إنت مش جعانة يا حبيبتي .
جائها الجواب بريئاً مؤلماً : أنا مش عايزة أكون دبدوب فمش أكل كثيره بابا مش هيعرف يجبلي أكل بعد كده .
أيقنت الأم أن هناك من سخر منها و تدع فيها مع ذلك التفكير السخيف فقالت بحزن وهي تعانقها : ومين قال كدة إنت مش دبة يا روحي و بابا هيعرف يصرف عليكي.
مرت إهانات زملائها في ذهنها و قالت و الدموع تغلف عيناها : لأ أنا بطني واجعاني.
مرت السنين وطيف تبتلع إهانات زملائها ومعلميها والناس من كونها تشبه الدب ....
ودت لو تصرخ فيهم قائلة : أنا لست دباً.
و ليت الأمر توقف عند دب فقد أطلق الجميع عليها ألقاباً عدة..
بالون.. عجل.. بقرة.. فيل ..
كان شيئاً مؤلماً وشديداً على طفلة أن تستمع لكل تلك السخرية ....
نمى شعور القهر و الحزن لديها و غرست عدم الثقة فيها مع التنمر .....
أو صلوها لمرحلة غاية في السوء....
أنت تقرأ
طيـــفي
Romanceبقلم مريم موافي ᥫ᭡ منذ أن كانت طفلة في الروضة.... و منذ نعومة أظفارها.... تتلقى التنمر من أجمع محيطيها.... أبيها.... إخوتها... أقرانها.... أطفال الشارع و الحي ... الناس كلهم ..... كان وزنها الزائد عن الطبيعي يطلق أفواههم بالإهانات التي لم يكن لهم...