حان الوقت

129 4 0
                                    

من منظور (حسين) :

بعد قضاء الليل بالسهر مع الشباب قررت عودة للمنزل قرابة ساعة ثالثة فجراً، أثناء الطريق ظللت افكر حول وادي الجن الذي سنذهب للتخييم به.

كنت سرحاً أثناء القيادة وغير مركز جيداً نحو طريق وعندما عدت للنظر للطريق فاجأني ظهور (حيوان) غريب يقف في منتصف طريق.

التففت بسرعة لتجنبه، وعندما تخطيته ابطأت من سرعتي لانظر في المرآة التي تعكس الطريق من خلفي..
ووجدته واقفاً مكانه لم يتحرك او يخف من السيارة.

حاولت تركيز لمعرفة ما هيئة هذا حيوان ولكن بسبب ظلام لم أستطع سوا رؤية ارجله التي بدت كأنها ارجل حصان او حمار.

حاولت عدم تفكير بأمر وعدت لاكمل طريقي ولكن الغريب انه لا يوجد أي اسطبل او مزرعة قريبة من هنا ..فكيف وصل لهنا؟

أقنعت نفسي انه ربما قد سقط من احد شاحنات نقل الحيوانات ولم ينتبهوا لسقوطه فهذا كان ابخيار منطقي الوحيد أمامي.

-

عدت للمنزل و وجدت اختي (أثير) تجلس في الصالة ولاحظت ان وجهي شاحب لون وسألتني مابالي؟ ماذا حدث معي؟

لأن (أثير) كانت اختي الكبرى وهي من اعتنت بي بعد وفاة (امي)، جلست معها واخبرتها عن خطتي مع شباب والتخييم في الوادي.

كانت (اثير) الاقوى بيننا لأنها وهي في عمر 15 ربيع تولت مسؤوليتي انا واخي أصغر والآن هي بالخامسة والعشرين ربيعاً.

بدا على وجهها انها لا تريدني ان اذهب لهناك وقالت لي "انا اعرف انك لن تقنع ان اخبرتك بعدم ذهاب لهناك ولكن اتمنى ان تعيد تفكير في الأمر وتغيير قرارك."

"فنحن لا يمكننا تحدي الجن، فتلك كائنات من تملك قدرات خارقة للطبيعة نحن البشر لا نستطيع فعل شيء لهم. "

"حافظ على أذكارك وذكر الله مع كل خطوة تخطوها يا (حسين)."

.

تكلمت قليلا مع (أثير) واستأذنت للصعود لغرفتي ونوم لأنني متعب من هذه الليلة الطويلة.

وصلت لغرفتي واستلقيت على سريري واغمضت عيني لاغفو قليلاً ولكن ايقظني صوت آذان الفجر.

" ماذا! هل حان موعد صلاة الفجر بالفعل؟! ولكني لكني لم اغفو سوا خمس دقائق."

مازلت متعب واحتاج نوم وقررت عدم القيام لصلاة فجر، واغمضت عيني مجدداً لاكمل نومي.

في الواقع لقد كنت مهملاً في صلاتي والجانب الديني من حياتي فكنت اظن ان حياة طويلة أمامي ويمكنني التوبة لاحقاً.

°

استيقظت على هاتفي بسبب اتصال أحدهم،
مددت يدي بكسل وانا اتثاوب لأرى من المتصل.

" من هذا.. اوه انه اتصال من (علي )"


رددت على اتصال : "الو؟"

(علي ) : "أين أنت هل مازلت نائم؟
استيقظ انا وشباب اجتمعنا وسنصل عندك خلال نصف ساعة فلتتجهر بسرعة."

ثم قام (علي) بأطفاء الاتصال دون أن يسمح لي بتكلم بأي بكلمة.

-

نزلت للاسفل بعد أن تجهزت للذهاب ووجدت اختي (أثير) في المطبخ تعد الغداء، ذهبت إليها لاودعها قبل ذهابي وعندما رأتني

قالت لي بأبتسامة ناعمة على وجهها:" صباح الخير يا (حسين). انظر لقد حضرت لك طعامك مفضل."

حسين: "اسف، انا لن اتناول طعام معكم فالشباب سيصلون في اي لحظة واحتاج للمغادرة فوراً."

اختفت ابتسامتها من وجهها وبدا القلق عليها.
لا أصدق ان اختي، أقوى شخص اعرفه، والذي لم تستطع اي من ظروف كسرها تبدو بهذا قلق بسببي..

اثير:" حسنا.. اذا كنت مصراً على مغادرة فوراً انتظرني هنا لثانية لدي شيئ لأعطيك اياه."

قامت بأطفاء نار الفرن وذهبت نحو غرفتها لحوالي دقيقتين ثم عادت وهي تحمل بيدها كيس ذو لون اسود.

نظرت لها بأستغراب وانا اسألها "ماهذا الذي معك؟"

اثير: "في الأمس ذهبت لزيارة جارتنا زوجة الشيخ، واخبرتها عن قرارك بالذهاب لوادي الجن، وعرضت عليي قنينتين من ماء المقري عليه، وأخبرتني ان اعطيه لك."

اخذت الكيس منها وفتحته ووجدت بداخله قنينتين ماء صغيرين و ورقة صغيرة مغلقة.
حملت الورقة بيدي وسألت (أثير) :
"ما هذه الورقة المطويه؟ هل يمكنني فتحها؟ "

سارعت (أثير) وامسكت بيدي قبل أن اقوم بفتح الورقة وقالت لي:" فلتبقيها بجيبك ولا تفتحها الا اذا كنت في موقف خطر للغاية."

بدأت بالضحك محاولاً التقليل من خوفها وقلت لها كنتكة:

"حسنا، لن افتحها سوا اذا رأيت الجني يحمل مسدساً اتجهاي سأرميها عليه واخيفه بها."

لكن على عكس ما توقعت لم تضحك (أثير) على نكتي..

وأثناء ما كان الصمت يعم مكان سمعت صوت سيارة (علي) تقف أمام المنزل

أخيراً ودعت (أثير) وذهبت للخارج للركوب مع الشباب ومغادرة نحو وادي الجن.

يتبع..

جونــلوك و وادي الجن Where stories live. Discover now