من انت؟!

102 4 2
                                    

المتكلم (حسين)

ركبت السيارة مع الشباب واتجهنا نحو قريتنا القديمة، وأثناء الطريق كنا نسمع الاغاني والشيلات بأعلى صوت ممكن ونغني معها، مستمتعين بطربها.

وليتنا لم نفعل..

.

بعد مرور ثلاث ساعات ها قد وصلنا للقرية
والوداي كان يقع خلفها.

أجبرت (علي) على أن يقف عند بقالة الموجودة هناك لأنني احتجت دخول الحمام فوراً.
نزلت مسرعاً نحو الحمام اما شباب نزلوا نحو البقالة ولم يبقى سوا (خالد) داخل السيارة.

انتهيت من استعمال الحمام وذهبت لاقوم بغسل يداي واغلقت عيناي لاغسل وجهي وعندما رفعت رأسي لانظر في المرآة 

اقشعر بدني من رؤيتي لعيون حمراء تراقبني من باب حمام الذي خلفي، التفت للوراء بسرعة لاجد انني كنت اتوهم فحسب.

اثناء ما كنت أحاول استيعاب الموقف الذي حدث معي، سمعت صوت صراخ يأتي من الخارج
"انا اعرف هذا الصوت! بالتأكيد هذا... انه صوت (خالد)! لكن لماذا يصرخ؟!"

خرجت بسرعة وانا اركض نحو السيارة واتجهت للباب الخلفي حيث كان يجلس خالد..

(حسين) "ماذا؟!
أين خالد؟ هل حدث له شيء.. لا يعقل! أين ذهب؟"

قاطع تفكيري صوت (علي) وهو يتحدث لي "ماذا حدث لك، لما ركضت بهذه سرعة خارج البقالة؟
ألم تسمعنا ونحن ننادي عليك؟"

التفتت خلفي ووجدت كل من(علي)و (محمد)و (خالد) يحملون أكياس البقالة وينظرون نحوي بأستغراب، عندها اطمئننت ان خالد كان بخير ولم يكن الصراخ صادراً منه..

لحظة.. اذا لم يكن هو مصدر صراخ.. اذا من كان يصرخ؟؟

ثم قام (محمد) بسحبي للركوب بالسيارة واخبرني ان لا أرهق نفسي في التفكير بالـ وهم فحسب ولا يوجد داعي للخوف.

لم أخبر شباب عن ماحدث معي ولكن(محمد) استطاع قراءت وجهي والخوف الذي كان يسكنني.

°

بعد ساعة تقريباً اخيراً وصلنا للوادي، وكانت ساعة حوالي خامسة مساءً.

نزلنا وبدأنا بتجهيز مكان الذي سننام به

أثناء نصبنا الخيمة أتانا "راعي" يتجه إلينا، و كان الشيب يملأ رأسه ولحيته ويتكأ على عكازه وهو يمشي.

اتجه نحونا وقال: "ما الذي تفعلونه هنا؟"

اجابه (علي) "السلام عليكم. الا يجدر بك تحيتنا في البداية قبل أي سؤال يا عم؟"

لم تتغير تعابري (الراعي) وظل متجهم الوجه وأعاد طرح سؤاله:
"مالذي تفعلونه هنا؟"

(حسين) "لقد كنا نجهز خيمة حتى ننام بها لأننا قررنا تخيم هنا."

قال(الراعي) بصوت حاد:
" يجب أن تخرجوا من هنا حالاً، فهذا مكانهم."

ايقظ كلام (الراعي) الخوف الذي بداخلنا الا (علي)
اجابه بنبرته الساخرة:
"من هم؟.. اتعرف، لا يهم نحن لن نخرج ابدا وليتجراء احد على إجبارنا."

بعد سماع كلام (علي) تركنا (الراعي) وغادر وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة.

قررنا بعدها نسيان أمره و الذهاب للنوم لأننا متعبين، تقريباً بحلول الساعة العاشرة مساءً.

~

(حسين)

"ماهذا صوت؟ كم ساعة الآن؟" تمتم وانا افتح عيوني بنعاس وابحث عن هاتفي بجانبي،
فتحت هاتفي لاجد ان الساعة كانت حوالي
الثالثة بعد منتصف الليل.
"هل يعقل ان احد من شباب قد استيقظ؟"

كان (خالد) نائم بالفراش الذي بجانبي و(حسين) بقربه، ولكن لم يكن لـ (علي) اي وجود.

ثم سمعت صوت خشخشة بأكياس طعام الذي احضرناه معنا.
عرفت انه كان (علي) لانه لم يكن موجود معنا
واستلقيت للعودة للنوم

ولكن أثناء محاولتي للنوم سمعت صوت أقدام تسير حول خيمتنا كأنها تدور بدوائر حولنا.

ولكن ما اخافني حقاً، أنه لم يكن صوت أقدام بشرية بل أقدام ماشية بل أقرب لـ(خيل)

خيل؟ماذا أتى بالخيل إلى هنا.

يتبع...

جونــلوك و وادي الجن Where stories live. Discover now