لقاء.

277 11 28
                                    


• تحذير : آخر الجزء يتضمن مشهد قد لا يليق بالجميع.










السادسة صباحا، مطعم في حي شعبي إيطالي مدخل مزين بورود بكل الألوان مع طاولات بطراز قديم ، مزينة وسط واطراف المطعم ، أشعة الشمس تضرب لائحة شعار المطعم ، ورائحة المخبوزات و القهوة تفوح أرجاء الأجواء ، لا ضجيج في ذلك الصباح المبكر سوى صوت المارة كل متجه لعمله

" لورا ، هل إنتهيتي يا فتاة! يجب عليك ايصال الفطور لصاحب المصحة بالحي المجاور " نطق ذاك الرجل العجور بأحد من مقاعد المطعم ، يحمل جريدة يمرر بصره بها منذ جلوسه ويحمل بين أصابعه جسارة يستنشقها كل ما شعر ببرهة من الملل ، رجل اخذ من الحياة ما يكفيه من تجارب تستطيع ان ترى التعب تحت عينيه وتجاعيد جبينه ، بأنف متوسط و ذقن مزدوج بلحية جلها أشيب ،

" نعم سيد برونو، إني أفعل هذا كل صبح كيف تذكرني به وفي كل صباح أيضا " نطقت بزفرة تلك التي تحمل أطباق بين يديها ليجيبها هذا الأخير بضحكة خافتة

" هل يجب أن أذكرك أيضا انكي لم تدفعي إيجارك للسيدة ماريا بعد؟، او يجب ان اذكرك أنها سيدة مريضة وغريبة أطوال في أي لحظة تطردك"

" أرجوك لا تذكرني فقط " قالت لورا بينما تضع الأطباق جانبا وتهرول لتجلس أمام صاحبها بالعمل " كل ما كان لدي من مال اشتريت به دراجة لأستعملها بتوصيل الطعام للناس ، حين أنتهي من العمل عندك بالصباح "

وضع برونو الجريدة من بين يديه وأخذ ينظر لتلك التي تقبع أمامه بتسائل " أريد أن أعرف فقط ، أين يذهب مالك، تشتغلين في عملين ، ورغم ذلك لازلتي تعانين! كيف يعقل ! على الاقل يجب ان يكون لك استقرار للاساسيات " نطق الرجل آخر كلماته ليلمح تغير ملامح تلك التي كانت أمامه، ففي لمحة بصر اخذت نفسها ووقفت مغيرة ملامحها بالكامل من ملامح عادية ومبتسمة لأخرى غاضبة وحزينة ، كأن سؤال الرجل قد ضرب الوصال بها ، كأنه يذكرها بشيء تحاول نسيانها بكل ما أتيت من قوة ،

" سأذهب لإتمام عملي الآن سيد برونو " نطقت تلك الكلمات بصعوبة بينما تمر من ممر ذلك المطعم الشعبي، اخذت دراجتها واضعة خوذتها فوق رأسها بعد أن ربطت شعرها بشكل مبعثر ، ليس لها وقت لتهتم لمظهرها فيه


خرجت من تلك البناية الضخمة بعد أن وضعت آخر طلبية لها أمام باب صاحبها، زفرت لترمي نظرها على الساعة بمعصم يدها لقد كانت السابعة ليلا، تشعر بالتعب ولم يتبقى فيها عظم لإتمام شيء ما، فهي تشتغل من السادسة صباحا للسادسة مساء لكن اليوم لم يكن لها خيار سوى ان تزيد ساعة على وقتها المعتاد كي تتمكن من تجميع مبلغ ايجارها ، تحت تفكيرها حول وضعها قطع تفكيرها رنين هاتفها ، أقحمت يدها داخل جيبها الخلفي وأخذت تستلم الاتصال

" مرحبا من معي ؟"

" لورا !! أنا جارتك ، فل تاتي بسرعة السيدة ماريا تخرج أغراضك خارج المنزل وقد استدعت الشرطة أيضا "

شَارع إيطَاليا.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن