Three

55 2 0
                                    


بعدما انتهيتُ من الرسم :

" هل عشتِ شيئًا أليمًا من قبل ؟ "

" أليمًا ؟ "

" أو هي ليست مجرد ذكرة سعيدة فقط ؟ "

" كلا.. "

أعدلتُ جلستي فقمت من على الكرسي ووقفت جانبها، قربتُ نفسي من خدها فقبلتُها برقة وسرعة. عُدتُ لمكاني وقابلتُها مبتسما..

" ألم تعيشي شيئًا كهذا من قبل ؟ "

" بلا.. عشته في أول مرةٍ رأيتكَ فيها.. "

" دائما ما هناك شيء يدفعنا لشيء، أنا الكثير يدفعني للرسم.. ماضٍ وحاضر الآن "

" معنى ذلك ؟ "

" جميع الفنانون في العالم لديهم ذكرة أو نقطة ضعف حاضرة تجعلهم يبدعون. تجعل فرشِهم لوحات، تجعل أوتارهم ألحان، تجعل كلماتهم أغانٍ يرقصُ عليها الراقصون في حفلات الأغنياء. فما هذه النقطة التي تجول في أعماقكِ حتى تودين الرسم ؟ "

" وهل هو ضروري أن تكون لدي نقطة ؟ "

" كل شيء مبنٍ على نقطة، بلا استثناء ! "

" لكن ليس لدي ؟! "

" سأرسِمُها إذًا ؟ خذي هذا الدفتر.. وعودي حين تكملين نصفه "

أعطيتها دفترًا معززًا إلى قلبي.. ولم أعطه ولم أره أحدًا من قبل. وقلت كلامي وأنا أعلم أنه آخر لقاء بيننا حتى ذلك الوقت البعيد، لم أكن أعتقد أن الأمر سيكون لثلاثة أيام فحسب ! ثلاثة أيام فحسب وعادت مقبلة على السوق كأنها مشهورة تمشي وسط السجادة الحمراء في قلبي. جلست والدفتر ويدها، أعطتني إياه فقمت آمرًا إياها بإتباعي.

ذهبتُ لمنزلي.. حيثُ غرفتي. أمسكتُ بمفتاح الغرفة وأدرته فدخلنا. دخلت تبحلق عينها في اللوحات المغطاة، في مكتبي والورقة المغطية عليه. أنزلت إحدى اللوحات عن حاملها فأخذت الحامل ووضعته أمامها، وثم رِحتُ لخلف طاولة صغيرة في زاوية الغرفة، فنبشتُ خلفها ورفعتُ لوحةً ووضعتها على الحامل. وقِفتُ وراءها واحتضنتها بقوة مع قُبلة على الخدِ. جلِستُ على كرسيٍ غريب الشكل بلا ظهر ولا أيادي، مراقبا لها وماتفعل.

 جلِستُ على كرسيٍ غريب الشكل بلا ظهر ولا أيادي، مراقبا لها وماتفعل

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
لوحةُ فنانٍ وريشةُ فتاة Where stories live. Discover now