Four

46 1 0
                                    


جلستُ أنظر إليها دون ملل، جلستُ أتأمل إصبعها الذي يمسك الفرشة مسكة فنان ، طالت التفكير حتى باتت تطبطب على اللوحة بلا تعب ، تُفرغُ ما بداخلها فيه.. هذا ما أردتُ أن أُعطيها إياه ؛ لأن كل فنان في هذا الأرض.. له دافعٌ أسقطه في بئر رسم الخطوط وتلوين الفرش.
أنهت لوحتها وكانت شابٌ وفتاة يحدقان بالقمر واقفان أمام البحر سألتني :

" ما رأيك ؟ "

" شابًا يعشق فتاة.. يقفان أمام البحر يحتسون كوبًا من القهوة، ينظران للقمر الذي انعكس ضوءه المستورد على سطح مياه البحر الراكدة، سُحبٌ وأشجار.. وعاشقان واقفان "

" كيف علمت ؟ "

     اقتربت منها وقد اهتاج ما في قلبي، لامستُ بشفتاي عنقها واستنشقتُ عطرها ، ولما انتهت قُبلتي حدقتُ في عينيها ومن كُثر قُربي سمعتُ ضربات قلبها المتسارع :

" وكيف لا يعرف العاشق مصاب العاشق "

" ومن هي عشيقتك وعاشقتك ؟! "

" فتاةٌ هوت الرسم فأصابت رماية الرماح على قلبي "

" هوت الرسم من هواها له ، فظن هو أنها هوت الرسم وماهي إلا واقعة في الهوى ! "

" يعلم ويتظاهر بجهله ، فللهواية سُبلٌ كثيرة "

" لم تطل واحدةً منها ووقعت ، وسحبها الدم الأحمر للأسفل "

     (( لن أسمح له ، وعدٌ لن أسمح له أن يجرها للأسفل ، وذلك إن نجوتُ منه )) هكذا قُلتُ ورحتُ محتضنها وبقوة ، احتضنتها ولما فرغت وعدت.. (( لن أتركها في الأسفل ، ولو كان الطريق إلى ذلك هو ثمن حياتي ))
      بقيت ترسم وأنا أعطيها دروسًا تُحسنُ من رسمها ، ولو كان رسمها مُضحكًا فهو كالقمر مثلها في قلبي.

 (( لن أتركها في الأسفل ، ولو كان الطريق إلى ذلك هو ثمن حياتي ))       بقيت ترسم وأنا أعطيها دروسًا تُحسنُ من رسمها ، ولو كان رسمها مُضحكًا فهو كالقمر مثلها في قلبي

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
لوحةُ فنانٍ وريشةُ فتاة Where stories live. Discover now