جلستُ أنظر إليها دون ملل، جلستُ أتأمل إصبعها الذي يمسك الفرشة مسكة فنان ، طالت التفكير حتى باتت تطبطب على اللوحة بلا تعب ، تُفرغُ ما بداخلها فيه.. هذا ما أردتُ أن أُعطيها إياه ؛ لأن كل فنان في هذا الأرض.. له دافعٌ أسقطه في بئر رسم الخطوط وتلوين الفرش.
أنهت لوحتها وكانت شابٌ وفتاة يحدقان بالقمر واقفان أمام البحر سألتني :" ما رأيك ؟ "
" شابًا يعشق فتاة.. يقفان أمام البحر يحتسون كوبًا من القهوة، ينظران للقمر الذي انعكس ضوءه المستورد على سطح مياه البحر الراكدة، سُحبٌ وأشجار.. وعاشقان واقفان "
" كيف علمت ؟ "
اقتربت منها وقد اهتاج ما في قلبي، لامستُ بشفتاي عنقها واستنشقتُ عطرها ، ولما انتهت قُبلتي حدقتُ في عينيها ومن كُثر قُربي سمعتُ ضربات قلبها المتسارع :
" وكيف لا يعرف العاشق مصاب العاشق "
" ومن هي عشيقتك وعاشقتك ؟! "
" فتاةٌ هوت الرسم فأصابت رماية الرماح على قلبي "
" هوت الرسم من هواها له ، فظن هو أنها هوت الرسم وماهي إلا واقعة في الهوى ! "
" يعلم ويتظاهر بجهله ، فللهواية سُبلٌ كثيرة "
" لم تطل واحدةً منها ووقعت ، وسحبها الدم الأحمر للأسفل "
(( لن أسمح له ، وعدٌ لن أسمح له أن يجرها للأسفل ، وذلك إن نجوتُ منه )) هكذا قُلتُ ورحتُ محتضنها وبقوة ، احتضنتها ولما فرغت وعدت.. (( لن أتركها في الأسفل ، ولو كان الطريق إلى ذلك هو ثمن حياتي ))
بقيت ترسم وأنا أعطيها دروسًا تُحسنُ من رسمها ، ولو كان رسمها مُضحكًا فهو كالقمر مثلها في قلبي.
YOU ARE READING
لوحةُ فنانٍ وريشةُ فتاة
Short Storyمررتُ بالكثير من المراحل في عمري ، ولو كانت مرحلة داخل مرحلة.. لكن لن ولم أنسى تلك المرحلة من حياتي.. هي حياتي كُلها.. حياتي التي.. التي هي فيها... هي حياتي كلها.. هذا هو تعريف الحياة.. Start : 7 / 3 / 2023 End : 20 / 5 / 2023