الفصل الأول

77 34 4
                                    

مثوى الدمى المسكونة: الفصل الأول

الكثير من الناس لديهم خطط مستقبلية دقيقة يمشون عليها باتزان، قد لا يعرفون ما يخبئ لهم المستقبل ولكنهم يسعون جاهدين للعمل الدؤوب من أجل جعله أخف حملا عليهم.

القصة تبدأ مع بطلتنا المراهقة الصينية "نينغ نينغ" والبالغة من العمر 18 عاما، والتي هي على أبواب الانتقال للمرحلة الأخيرة من الثانوية حيث تحدد مستقلها وطموحها وتخصصها الجامعي، لكنها وبكل صراحة لا تملك أي فكرة عما تريد دراسته إن نجحت العام المقبل.

رن جرس الساعة الثانية عشرة من أجل أن يعود الطلاب لمنازلهم بعد آخر امتحان لهم، وقفت الأستاذة على المنصة بينما الجميع يجمعون أغراضهم وقالت:

-«يا طلاب، لا تنسوا أن تستغلوا عطلة الصيف في التفكير في طموحاتكم المستقبلية لأنكم بعد عودتكم ستنشغلون بالدراسة والامتحانات وقد تقررون قرارا خاطئا تندمون عليه لما تبقى من حياتكم، احرصوا دائما أن تفكروا بتخصص يستهويكم ويجذبكم ولن تملوا بسرعة إن درستموه، لا تضعوا المال معيارا لاختياركم فهذا خاطئ، وأخيرا عطلة صيفية سعيدة»

جمعت نينغ نينغ أغراضها بهدوء ووضعت حقيبتها على ظهرها ثم عادت للمنزل بعد أن ودعت صديقاتها اللواتي قد لا تراهن لمدة صيف كامل، ليس وكأنها ستذهب للمريخ أو عطارد، بل هم لديهم خطط رائعة لقضاء الصيف أما هي فلا مكان لها غير المنزل ولا نشاطات مهمة لديها سوى الأعمال المنزلية والدراسة والتجول من حين لآخر في شوارع المدينة المملة.

عادت للمنزل فألقت التحية على والدتها ووجدتها تتحدث على الهاتف فذهبت مباشرة للمطبخ لتأكل، ليس لديها غير والدتها فوالدها منفصل عن أمها ولا إخوة لديها لذا حياتها مملة بالمعنى الحرفي.

انتهت والدتها من المكالمة فجلست الاثنتان أمام التلفاز بينما نينغ نينغ منهمكة في الأكل، فقالت والدتها بقلق:

-«يا إلهي! أنا محتارة»

التفتت نحوها نينغ نينغ وتوقفت عن الأكل وقالت:

-«ما الخطب أمي؟»

-«جدك في حال سيئة جدا، لقد كبر في السن وأصابه الخرف وقال الجيران أنهم عثروا عليه تائها في الحي أكثر من مرة ولا يعرف حتى أين منزله، جارته أخبرتني بذلك وهي صديقة قديمة لي»

-«هذا فظيع!»

-«الخطأ كله خطأ والدك، لماذا لم يأخذه للعيش معه؟ أليس أباه؟ أشفق على ذلك المسكين الذي تخلى عنه كل أولاده عديمي الرحمة»

-«والدي يتخلى عن الناس ببساطة، لقد تخلى عني وعنك ولم يعد يتصل حتى، والآن تخلى عن والده»

شعرت والدتها بالحزن الشديد عليها فيبدو أنها مازالت مستاءة من طلاق والديها ومغادرة الأب حياتها هكذا ببساطة دون أي اتصالات، بعد أن هدأ الجو المشحون قليلا قررت الأم الكلام:

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 14, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مَثْوَى الدُّمَى المَسْكُونَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن