بالطبع ليس من السهل ان يتجاوز المرء فقدان احداً عزيزاً عليه،
خصوصاً انّهُ كان يرغب برؤيته بشدة و احتضانه،
و في المقابل يضطر للإختيار بينه و بين عزيزٌ آخر،
احياناً،تجبر الحياة المرء على اختياراتٍ تخلِق صراعاً بين عقله و قلبه،
و في المقابل يفوز عقله في هذا الصراع لأنّه يفكّر بالقادم،
و لا يحتفظ بتلك الذكريات المُتعبة من الماضي بين زواياه و داخله،كالقلب.*بعد مرور حوالي السنة و اكثر.
في وقت المساء حيث يكون وقت عودة عمر من العمل،
دخَل المنزل،
وضَع مفاتيحه،
لم يلقى سوسين في الأسفل،
فذهَب الى الأعلى حيث غرفته،
لم يلقاها هناك فلم يُعر لذلك اهتماماً لأنّهُ يعلم اين هي الآن،
ذهَب الى الإستحمام و تغيير زيّ عمله،
بإنتهاءه من كل شيء يلزم فعله بعد الإستحمام،
خرج من الغرفة و سار الى الغرفة التي تجاور غرفته،
فتَح الباب ليلقى سوسين تبقى هناك،
وقَفت لرؤيته،
فسار اليها:انتِ هنا.
أومأت ايجاباً،
قبّل خدّها:كيف حالك؟.
سوسين:انا بخير.
عمر:لمَ انتِ هنا؟،ألم نتحدّث عن ذلك كثيراً؟.
سوسين:لم أكُن هنا لوقتٍ طويل،لقد اتيت قبل قليل فقط لأجعل الضوء يدخل اليها.
عمر:الشمس تغرب،ايّ ضوءٍ سيدخل؟.
تردّدت سوسين:لا انا اقصد...
عمر:لنخرج من هنا.
اخذها من ذراعها و خرجا من الغرفة.يجلسان بجانب بعض يتناولان الطعام،
لقد اعتادا على الحديث بين الحين و الآخر و لكن ليس بقدر السابق،
علاقتهما ليست سيّئة و لكن يمكن القول انّها صامتة اغلب الأحيان،
في حين ملاحظة عمر ان سوسين كانت تمرر الشوكة على طبقها دون إدراك،
حيث انَها تبدو غارقةً في افكارها وقتها،
قرر قطعَ ذلك بوضع يده على يدها التي على المنضدة،
فنظَرت اليه،
عمر:انتِ بخير؟.
اومأت ايجاباً و اعادت نظرها الى طبقها،
كان عمر سيتخطّى ذلك لو لم ترجع سوسين لتحريك الطعام بشوكتها دون اِدراكٍ مجدداً،
رفعَ يده هذه المرّة ليضعها على جبهتها و يتلمّس وجنتها،
مرةً اخرى،نظَرت اليه و هو يفعل ذلك،
عمر:هل تشعرين بالحمى اليوم؟.
اومأت سلباً:لا،ليس بي شيء.
عمر:لا..يوجد شيء بك.
اعادت نظرها الى طبقها،ذلك احدَث نزول يد عمر،
و لكن سُرعان ما تضع شوكتها و تنزل سوسين من مقعدها،
عمر:الى اين؟.
سوسين:عندما تنتهي من طعامك تعال الى الأعلى لنتحدّث.
عمر:يمكننا الحديث هنا،لا يوجد احدٌ غيرنا.
سوسين:من الأفضل ان نتحدّث في الأعلى.
عمر:حسناً،يقف،هيا.
سوسين:لا،تناول طعامك الآن و عندما تنتهي تعال هناك.
استسلم عمر لإصرارها:مثلما تريدين.
التقطت طبقها لتأخذه،
منعها عمر من ذلك بوضع يده علي يدها:انا سأفعل ذلك.
ذهَبت الى الأعلى و في المقابل كان عمر ينظر الى مسيرها تجاه الدرج،
اِلتقط عمر الطبقين و قامَ بإنهاء ما يتطلّب عليه فعله من غسل و تجفيفٍ و ترتيب،
و ذهَب مباشرة الى الاعلى حيث ترغب سوسين بالحديث.
أنت تقرأ
أنا لأجلك💗(süsöm)
Romanceسوسين و عمر، لقاءهما الاول كان في المدرسة كزملاء صف، ما هي الاحداث التي سيتعرضون لها هذين الاثنين؟، و ما الرابطة التي ستجمعهم مستقبلاً؟. ما مكانة سوسين بالنسبة لعمر؟، و ما مشاعر سوسين تجاه عمر؟، ما هي التضحيات التي ستقدّمها سوسين حتى تحافظ على حب عم...