"٤"

468 13 8
                                    

صباح يوم الخميس،
يبقى الجميع في حديقة المدرسة،
و لأن سوسين لم تخبر ايبيكا عن مستجدّات البارحة،
لذا ذهبن الى الداخل في حين كان بيرك -شريك ايبيكا- و عمر و دوروك و البقية يقومون بترتيب الطاولات.

كانت سوسين تجلس بجانب ايبيكا على تلك الكنبة التي وُضعت على زاوية الكافيتيريا،
ايبيكا:نعم،ما الجديد؟.
سوسين:بالأمس ذهبتُ مع عمر الى منزله.
ايبيكا:حسناً؟.
سوسين:لقد كان غريباً ان ابقى بين اناس غرباء و في المقابل كانوا يعاملونني و كأنني ابنتهم.
ايبيكا:نعم اجدادي لطيفون..ايضاً لا يوجد لديّ شكّ انهم لم يجعلوكِ تعودين المنزل الّا و قد اكلتِ.
سوسين:نعم حدث ذلك،تقترب و تبدأ بالهمس،حتّى ايضاً قال عمر شيء.
ايبيكا:ماذا قال هذه المرة؟.
سوسين:قال لي ان آتي مجدداً.
ايبيكا:حسناً؟.
سوسين:ايبيكا اظهري ردّ فعلٍ ولو صغير!.
ايبيكا:و لكن ما الشيء الرائع الذي قلتيه حتى اُظهر ردّة الفعل تلك؟.
سوسين:ايبيكا افهميني،انّه يرغب برؤيتي دائماً لذلك طلب منّي ذلك.
ترفع حاجبيها:دائماً!..انتِ تتخيّلين اشياء ليس لها وجود.
سوسين:و ما هذه الأشياء؟.
ايبيكا:عمر لا يرغب برؤيتكِ دائماً،انّه فقط يرغب بأن تكونوا اصدقاء.
سوسين:اذاً خطوتنا الأولى ان نكون اصدقاء و بعدها نحبّ بعض،صحيح؟.
ايبيكا:و انتِ لا زلتِ تريدين فعل ذلك؟.
سوسين:فكّرت كثيراً،و لكن اتّضح انّ عمر ايضاً يريد ان يكون معي.
ايبيكا:و ما الذي جعلكِ تعلمين بنوايا عمر؟.
سوسين:قال انّه يريد رؤية لوحاتي التي ارسمها.
ايبيكا:حسناً؟.
سوسين:افف ايبيكا!..هذا يعني انّه سيأتي يوم و يزورني في المنزل و يرى لوحاتي!.
تدرك ايبيكا:اذاً هكذا!.
سوسين:نعم هكذا.

تصمت قليلاً و تتحدّث بنبرة خفيفة:ايبيكا!.
ايبيكا:ماذا؟.
سوسين:لقد فعلتُ شيئاً البارحة.
ايبيكا:ماذا بعد؟.
سوسين:هو لا يخصّني..يخصّكِ.
تشير الى نفسها:يخصّني انا؟.
سوسين:و بيرك.
تجحظ عينيها:انا و بيرك!..ماذا فعلتِ؟.
سوسين:و لكن لا تغضبي.
ايبيكا:هيا قولي!.
سوسين:البارحة كان جدّكِ يسألني عن صداقتي بكِ و منذ متى نعرف بعض ومن هذه الأسئلة.
ايبيكا:نعم؟.
سوسين:وصل الحديث عن دوروك و بيرك.
ايبيكا:اسرعي!.
سوسين:قلتُ لهم انتم بالطبع تعرفون بيرك.
تجحظ عينيها،
سوسين:اتّضح انّ الجد و الجدة لا يعرفون عن بيرك،و لكن هنالك مَن يعرف عنه.
تتنهّد ايبيكا:اسيا.
تومىء برأسها ايجاباً:اسيا و دون ان تحرّك ساكناً.
ايبيكا:ماذا قالوا جدي و جدتي؟.
سوسين:فالبداية استاؤوا لربّما تنشغلين عن دراستكِ،و لكن اقنَعتهم اسيا بسهولة.
ايبيكا:اذاً تجاوزتم ذلك بسلام.
سوسين:نعم..بالمناسبة ايبيكا،هل يعرفان والديكِ عن بيرك؟.
ايبيكا:يعرفانه كصديق.
تومىء برأسها ايجاباً.
ايبيكا:لم تخبري عائلتكِ عن عمر،صحيح؟.
سوسين:لقد علمَت عنه أمي البارحة.
ايبيكا:ماذا قالت؟.
سوسين:لا شيء،قلتُ لها انا ذاهبة الى شريكي..و لكنّها قامت بالتلميح انّ الذي سأذهب اليه ليس دوروك مثلما اخبرتها تلك المرّة،لذلك اخبرتها ان عمر صديقي الجديد.
ايبيكا:جيّد،ايضاً لا تستعجلي بأن تكوني مع عمر اعرفوا بعض اكثر.
سوسين:سأحاول.
ايبيكا:متأكدةٌ انّكِ لن تسمعي نصائحي ابداً،هيا لنذهب.

أنا لأجلك💗(süsöm)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن