*بعد حوالي الـ٣ سنين.
ها قد اتى من عمله و هو لا زال يرتدي زيّ عمله،
بيدهِ اليُسرى يُمسك باقة صغيرة من الورد ذو اللون الخزاميّ،
يُخرج مفتاح المنزل ليُديره فيفتح الباب كالعادة،و لكن بهدوء،
تخطّى عتبة منزله ليدع مفاتيحه معلّقة اعلى تلك السترات،
خلَع حذاءه فأنتعَل الحذاء المنزلي بكل سهولة،
بدأ بالسير الى الأمام،
حيث انّه يساراً سيصادف مجموعة الكنب في صالة المعيشة،
و يميناً سيصادف المناضد الرخامية التابعة للمطبخ،
اكمَلَ مسيره تجاه اليمين،
لقيَها تعاكسه بتوجيه وجهها نحو الذي تنشغل به هناك،
تقوم بخلط او تحريك شيئاً في وعائين متوسّطا الحجم،
وضَع الورد على المنضدة الظاهرة لصالة المعيشة،
و سار ببطء شديدٍ نحوها ليطوّق كلتا ذراعيه حولها،
ليحتضنها من الخلف ملقّباً ايّاها:كرتي الجميلة،
الصَق رأسه اعلى كتفها و وضعَ قبلة على وجنتها،
سوسين:اخبرتكَ ألا تلقّبني بذلك.
يُديرها لتقابله،
سوسين:ايضاً اخبرتكَ الّا تقبّلني الّا بعدما تقوم بغسل يديكَ و الإستحمام.
امسكَها من طرفيّ خصرها و رفعَها على المنضدة،
سوسين:و اخبرتكَ الّا تأتي بزيّ عملك،انتَ تنشر جراثيمكَ هنا.
عمر:سوسين هل ابتلعتِ مسجّلاً؟.
سوسين:و اخبرتكَ الّا ترفعني على المنضدة لأنني لن اعرف النزول.
عمر:بعد؟.
سوسين:و اخبرتكَ...،تصمت لتفكّر.
عمر:يوجد شيء لم تخبريني عنه.
سوسين:ما هو؟.
عمر:انني سأتناول الطبق ذاته يوميّا،هذا و اِن كان طبقاً.
سوسين:حقاً عمر؟،المنزل ممـ...
يقاطعها عمر:المنزل ممتلئ بالطعام،بإمكانك تناوله او إعداد الطعام لنفسك،لا يجب عليّ اعادة اسطوانة كل يوم.
سوسين:بما انّكَ تحفظ ذلك،لمَ تُعيد الحديث ذاته كل يوم؟.
عمر:معدتي تستنجد.
سوسين:حقاً؟،تتقدّم للنزول،
و لكن يمنعها عمر من ذلك:مهلاً،انظري لما جلبتهُ اوّلاً.
التقطَ الأزهار و قدّمها اليها،
عمر:انّها جميلة مثلك.
سوسين:نعم كالعادة،اخذَت تتفقّد الأزهار بأطرافها،
عمر:و الآن؟.
سوسين:ماذا الآن؟.
عمر:هل حقاً سأتناول هذا الخليط العجيب؟.
سوسين:عمر!.
عمر:حسناً ليست مشكلة،انا اساساً اتناول الطعام في الإستراحة مع الممرضات فليسـ..
صمتَ عندما رآها تنظر اليه عاقدة حاجبيها،
سوسين:تتناول مع الممرضات اذاً!،اي انّكَ تبقى انتَ و عفريت العنف تلك في نفس البُقعة و تتناولان الطعام و تتبادلان اطراف الحديث و تقهقهان و تخرجان معاً و..
عمر:مهلاً مهلاً،نحن فقط نتناول الطعام في الإستراحة معاً،لا شيئاً آخر.
سوسين:حسناً اذاً،تناول هذه الأزهار و لأتناول انا ما اعددته،و لا تنسى ان تتذكّر ابتسامة تلك العفريت عندما تأكل هذه الأزهار.
عمر:حسناً سأتناول،قالها بإستسلام.
سوسين:تتناول الأزهار ام ما اعددته؟.
يضحك عمر:بالطبع ما اعددتيه،هذه الأزهار لكِ انتِ لن اتناولها.
سوسين:اذاً عدني ان تحاول كثيراً حتى يتم تغيير تلك العفريت.
عمر:حسناً سأحاول و لكن لا تنادينها عفريت العنف دائماً،ليس جيّداً.
سوسين:عمر!،انّهُ جيّد.
عمر:نعم انتِ محقّة،جميع الذي تقولينه جيّد.
سوسين:انزلني اذاً،
تعمّد احتضانها ليُنزلها،
سوسين:عمر لا تلامس و انتَ مجرثم.
عمر:حسناً حسناً.
سوسين:سأضع هذه الأزهار في وعاء و انتَ اذهب للإستحمام.
عمر:حسناً.
لرؤيته ايّاها منشغلة بالأزهار،
وضَع قبلة سريعة على خدّها و سار بسرعة نحو الدرج،
"عمر ستجرثمني!.".
أنت تقرأ
أنا لأجلك💗(süsöm)
Roman d'amourسوسين و عمر، لقاءهما الاول كان في المدرسة كزملاء صف، ما هي الاحداث التي سيتعرضون لها هذين الاثنين؟، و ما الرابطة التي ستجمعهم مستقبلاً؟. ما مكانة سوسين بالنسبة لعمر؟، و ما مشاعر سوسين تجاه عمر؟، ما هي التضحيات التي ستقدّمها سوسين حتى تحافظ على حب عم...
