حـاضـر III

120 13 38
                                    

الأسبوع انتهى وبدأ آخر؛ لكن ورغم انقشاع الضباب من فوق علاقتهما وظهور بعض الحقائق، إلا أنَّ القلوب لم تجتمع رغم حاجتها لذلك.
لونا لا تزال في حربٍ بين قلبها وعقلها، وماكس بـــ عقله وقلبه يحبها فلا يشغل باله طوال الوقت سوى هاجسها.
_ ما رأيك بالذهاب في نزهة في السيارة. عرض عليها نزهةً في سيارتها، مما جعلها تنظر له بـِحيرة.
_ لا شكراً، علي زيارة أصدقائي. رفضت عرضه بلباقة جعلته يشعر بكونه غريباً عنها.
_ هل يمكنني القدوم؟ سأل بخفوت على أمل موافقتها وداخله يؤكد على كونه لا يمتلك الحق لسؤاله حتى، إلا أنه يريد مشاركتها تفاصيل يومها ليعلم كيف كانت حياتها خلال تلك الثلاث سنوات، فــ الشوق قد أغرق جوارحه.
_ حسناً لا مشكلة. أجابت بعدم اهتمام، فــ ابتسم هو بهدوء يخفي بركان السعادة الذي تفجر داخله فــ يصعد للسيارة بصمت، ينتظر بترقب وصوله لعرينها كما تطلق عليه.

_ لقد عدت، زارتكم بَرَكتي! داهمت المنزل بجملتها الغنائية المعهودة، تسير نحو غرفة الجلوس بخطوات راقصة، وراقب الأكبر فعلتها من خلفها، والرغبة في الرقص برفقتها قد غزته.
_ ابتعدي! صرخ ويلي يلقي عليها إحدى الوسائد، إلا أنها تجنبتها تنظر للفتاة الملتصقة بجانبه بدهشة، أما ماكس فقد أصابته الوسادة في منتصف رأسه مما جعله يطلق تأوهاً مصدوماً فقد كان منشغلاً في شروده بجمالها.
_ من الجميلة؟ سألت وشعرت بـــ ماركس خلفها مباشر حتى أنها تشعر بأنفاسه تلفح عنقها، إلا أنها تجاهلته تركز انتباهها على الفتاة الجميلة بجانب ويلي الأحمق.
_ حبيبتي، الفتاة التي أخبرتكم عنها. عرفها على الأصدقاء كما فعلت مع ماكس الهادئ بجانبي.
الفتاة التي أخبرتنا عنها؟ عزيزتي لقد كان يشتمك!، أردت إخبارها هذا؛ لكن قوانين الصداقة الغبية تمنعني من غدر ويلي الساذج.
_ نورا، زاك ضعا أموالي أمامكما الآن. قهقهت باستمتاع على شكل نورا العابس ونظراتها لحبيبها على أمل العفو عنها.
_ أموالي الآن. أخبرتهم أنه معجباً بها كما تفعل هي، لذا أموال الرهان جميعها تعود لها!
جمعت الأوراق النقدية أحركها على شكل مروحة أغيض نورا العابسة، التي تمثل الحزن أمام حبيبها الأحمق للحصول على بعض الملاطفات منه؛ رغم كونها تمتلك مئات الآلاف في حسابها البنكي.
_ قومي بـــ طلب البيتزا احتفالاً بـــكسبك الرهان. عرض زاك، لترشقه لونا باستنكار، ليس كأنها غنية تمتلك الكثير من الأموال.
_ سأفعل أنا. عرض ماكس من خلفها لتنتفض بفزع، لقد نسيت وجوده حال رؤيتها لأموالها المعطرة برائحة الانتصار.
_ لا تكن أحمقاً، أنَّه دور زاك في شرائها لا تسمح له بـــِ استغلالك. نهرته تجمع النقود في جيبها الخلفي، تقترب منه لتعيد محفظته لمكانها في جيبه، والتي عرضها دون تأخير، هل هو أحمق؟ أو ساذج؟ أو ربما يتفاخر أمامها بأمواله؟ أما هو سرح في ذلك التقارب الكبير، هي عادت للتصرف بعفوية معه، مما جعله يريد الاحتفال.
_ توقفي أيتها البخيلة، إن كان يريد ذلك ليفعل. عاتبتها نورا تمرر لماركس إحدى المشروبات الكحولية الباردة.
_ هل هذه جديدة؟ سألت لونا تشير إلى ما يحمله ماركس، حركت نورا رأسها بـــ إيجاب تعود للجلوس بالقرب من حبيبها جاك الصامت.
_ هل تريدين تذوقها، مذاقها منعش. قرب المشروب منها، ولم ترده خائباً فــ ارتشفت من المشروب بـــ استمتاع، ابتسم لفعلها فــهي لم تتردد في شربها من عبوته كما كانت تفعل من قبل، تلك الحركات الصغيرة والغير مهمة للبعض كانت تجعل من قلبه يزهر كما يحدث الآن في صدره، ذاك القرب بينه وبينها يجعل منه يضطرب لشدة حبه لها، هو غارق بها حد النخاع.
_ إنه رائع، سنجلب منه كمية أكبر المرة القادمة، زاك أطلب البيتزا بدأت أتضور جوعاً سيدفع ماكس بما أنه عرض ذلك. انسحبت من المطبخ تترك ماكس مع البقية.
دخلت غرفتها لتستريح، ألقت بجسدها على السرير المائي تتنهد براحة، غير مدركة لملاحقته لها ومراقبته لها بجسده المتكئ على إطار الباب بصمت.
سار بخطوات بطيئة ناحيتها حين لم يجد حركة منها، يلقي بجسده بجانب خاصتها الساكن بأجفان مغلقة تجعلك تظن أن صاحبها فد غطَّ في نومٍ عميق.
_ هل تشعرين بالارهاق لهذه الدرجة؟ سألها يضمُّ جسدها لصدره، يشتم عبيرها الزكيّ، يتمتع بلحظات القرب هذه.
_ بقربك لا أشعر بالإرهاق. أجابت تقرب جسدها منه، تتشبث بـــ ذراعه أكثر، لم ترفض القرب أو تنفر منه بل تمسكت به، مما جعل داخله ينفجر لشدة سعادته واضطراب داخله.
_ هل يمكنني تسريح شعرك؟ سألها يمسح على شعرها برقة بعد لحظات من الصمت والمداعبة اللطيفة لخصلات شعرها، لتحرك رأسها بموافقة تستقيم للجلوس أمام مرآتها الكبيرة، تعطيه المشط ليبدأ عمله الذي كان يتمنى فعله منذ فراقهما.
استندت بجذعها على جسده تنظر لإنعكاسهما في
المرآة.
_ هل ازددت وسامةً أم أنَّ حبي ما ازداد. عيونها ذات البريق المحب جعلت منه يبتسم إحدى ابتساماته الجذابة، وقلبه وقف على حافة نبضاته لشدة جمال اعترافها وما قالته.
_ أعتذر، لِمَا سببته لكِ من ازعاج، وأعتذر إن جعلتك في لحظة ما تشككين في حقيقة علاقتنا وما تكونين بالنسبة لي. نطق بهدوء حمل في طياته الندم، هو نادم على أفعاله الطائشة تلك، يعلم أنه تخطى الحدود إلا أنه لا يستطيع الابتعاد أكثر.

شِـقـاقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن