"مَــگــتَــبَــةّ"

431 34 2
                                    


المَعّـزُوفَــةُ الأُوّلَــيّ ...

مبني شاهق كبير تم بنائه على الطراز القديم، من ينظر إليه تصيبه الفتنة كما يحدث مع هذا الفتى صاحب العينين البنيتين الذي يقف على بعد أمتار أمامه .. يحريك قدماه يدخل إلي ذلك المكان الذي أخذ قلبه منذ الوهلة الاولي ، رائحة الأوراق بالداخل داعبت أنفاسه وخصلات وجهه حين ولوجه من الباب ، و صوت الصفحات يتلاعب بأذناه من تقليب القراء ، نظر حوله فترائي إلى عيناه أرففا مليئة بالأغلفة الملونة بشتي الألوان ولابد انها تحمل الكثير من المعاني داخلها .. لكل غلاف يوجد بداخله قصة تُروي وتحتاج من يلتفت إليها يسمعها ويعيش داخل حروفها .

كل شيئ حوله نال إعجابه أكثر مما كان يتوقع لم يسبق له التواجد بمكان مثل هذا من قبل، وشعر أنه ينتمي إلى هذا الهدوء

توجه نحو أحد الأقسام العشوائية يقلب بأصابعه بين الكتب، محاولاً اختيار ما يجذبه.

فاجئته لمسة خفيفة علي كتفه جعتله يلتفت لتصتدم عيناه بإحدي آيات الجمال تكمن أمامه الآن

نظرت له بإبتسامة هادئة تزين محياها، وصوت متزن وهادئ مناسب للأجواء حولهم
"هل أساعدك بشيئ سيدي"

حك مؤخرة رأسه متلمساً خصلات شعره يقول بخفوت احتراما لهذا الهدوء
"من فضلك أريد كتاباً مميزاً.. أبحث عن ما قد يجعلني أترك كل شيئ خلفي لأقرأه فقط، لا يهمني نوعه على أي حال"

أجابته بنفس الإبتسامة
"اظنني فهمت طلبك"

اختفت عن ناظريه وذهبت بين الأرفف بضع دقائق ثم خطت نحوه مره أخري تحمل بين يديها كتابا قد زينت السماء غلافه جذب اسمه عيناه فقال لها
"ما اسمه ؟"

" إيكادولي "

أخبرته بأنه خيال علمي ممزوج بالرومانسية و الدراما ، كان هذا مزيج من التصنيفات التي ليست من السهل إيجادها معاً، لذا شعر أن هذه أول إشارة أن هذا الكتاب مميز.

اخذ منها الكتاب وجلس في ركن علي إحدي طاولات المكتبة بادئاً بالقراءة لكن و دون قصد منه قد توجهت انظاره طيلة الوقت لقراءة ملمح تلك الفتاه.

و لا ينفك يناظرها حتى أصبحت نظراته واضحة لتنتبه هي له فأشاح بنظره سريعا يفتح الكتاب بصفحة عشوائيه يقرأ ما وقع علي ناظريه
"لا مانع من وجود أحلام اليقظة، ولكن لا بد من وضع حدّ لها."

العبارة قد جذبته تبدو له غريبة.. كان ليبدأ فهم مقصد هذه العبارة لكنه نظر لساعته ووجد انه موعد بداية عمله فهو لم يحسب حسابه وظن ان الملل سيتمكن منه فهي اولي مراته في مكتبه وببن يديه كتاب يروي أحداث..

استقام متوجهاً نحوها و نبس بينما يعيد الكتاب لها برقي
"لم يسعفني الوقت للقرائة الآن، سأعود في وقت لاحق لقراءة هذا الكتاب اتمني ان تحتفظي لي به"

WHERE WE MEET//أَيّنَــمَاَ إِلّـتَقَيّنَــاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن