الفصل الاول

8 1 0
                                    

بعد مُنتصف الليل...

كانت نائِمة مِثل الملاك، ولكِن لمْ تنعم بالهدوء أبدًا؛ فعاد الكابوس مُجددًا، رأت والِديها وهما يُقتلان، رأت دِمائهِم تسيل وهي تقف ولا تفعل شيئًا لهُما فقط تبكي، وبِأعلى صوتها صرخت ليهتز المنزِل مِن شِدتها، أتت الدادة إليها وجدتها تبكي بِشدة عانقتها وظلت تُهدِئها.
الدادة: اهدأي يا ابنتي، أنا بِجوارك اهدأي.
جيانا بِبُكاء: لمْ أعُد أستطيع التحمُل، كُل شيءٍ يُطاردِني حتى في دِراستي يُطارِدني؛ لنّ أتحمل كُل ما حدث.
الدادة: هدأي يا عزيزتي، سيكون كُل شيءٍ على ما يُرام.
جيانا: متى يا دادة؟ متى؟
الدادة: قريبًا يا عزيزتي قريبًا، سأجلب لكِ الطعام.
جيانا: لا تتأخري أرجوكِ!
الدادة: حسنًا يا عزيزتي.
وبعد أن غادرت الدادة جيانا وهي تحاول أن تهدأ: لن يحدث شيء، لن يحدث شيء...
وفجأةً ظهر أمامها خيالًا، ولكِنها لا تعلم مصدره!
جيانا بِخوف: مَن هُناك؟! م... من هُناك؟!
مجهولٍ بصوتٍ مُرعب: أنا كابوسكِ المُلازِم لكِ، ولن تستطيعين التخلُص مِنهُ أبدًا.
جيانا بِرعب: م... من أنت وماذا تُريد مني؟!
كان على وشك التحدُث، ولكِن عِندما أتت الدادة بالطعام اختفى وكأنه لم يكُن!
الدادة: ماذا هُناك يا ابنتي؟ هل أنتِ بخير؟
جيانا ببكاء: لستُ بخير، يوجد أحدٌ غيرنا هُنا.
الدادة: عزيزتي اهدأي، لا يوجد أحدٌ غيرنا هنا.
جيانا بإصرار: لا، هو كان هُنا، وتحدث معي، وأخبرني أنه سوف يؤذيني ولن أستطيع التخلُص مِنه.
الدادة وهي تُجاريها: حسنًا يا حبيبتي اهدأي، أنا معكِ.
جيانا بنحيب: لا تترُكيني مُجددًا أرجوكِ!
جوري: لن ولم أترُككِ أبدًا، لن يأتي مُجددًا وأنا لن أذهب لأي مكان؛ والآن هيا نأكُل.
انتهوا مِن تناول الطعام وكادت الدادة أن تذهب جيانا: سوف آتي معكِ.
الدادة وهيَ تتفهم خوفها: حسنًا؛ لكي تدرسي قليلًا.
هزت بِرأسها دليلًا على موافقتها، وهبطوا إلى الأسفل لتضع الدادة الطعام، وتحضر القليل مِن الكافي التي تعشقه جيانا، وصعدوا إلى الأعلى مُجددًا؛ تدرس جيانا لأنها في عامها الجامعي الأخير، قِسم إدارة أعمال، ستكون المسئولة عن شرِكات والدها داخل وخارج مِصر.
في الجِهة الأخرى يتواجد شخصًا أهلكه الحُزن حتى صار صلب في مشاعِر؛، لا يبتسم أبدًا، هذا هو بطل قصتُنا، بارِدًا في كُل أوقاته، جادًا في عمله، مُعظم وقته يقضيه بين العمل ومُمارسة الرياضة، ويذهب إلى النوم مُتأخِرًا بسبب الأفكار التي تراوده.
استيقظ جود باكِرًا، وذهب لمُمارسة الرياضة قبل أن يذهب لِعمله، بعدما انتهى مِن مُمارستة الرياضة ذهب ليرتدي ثيابه، وهبط للأسفل كي يتناول فطوره الذي يأتي كُل يوم مِن المطعم، وبعد قليل أستقل سيارته، وذهب لشركته، ويبدء يومًا جديدًا يعمل جادًا وكأنه يُنافس الزمن.
لـِ: نجاة خليل'كمانجية

ما بعد منتصف الليل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن