بعد مرور أعوام ليست بكثيرة
بلغت روجدا العاشرة من عمرها...
امتازت روجدا بذكائها الحاد و نباهتها و سرعة فهمها و تعلمها فضلاً عن كونها طموحة لا شيء يوقف خيالها..
الفضل كله يعود لمصعب من ساعدها و علمها القراءة والكتابة اضافه لتدريسها الجغرافيا و التاريخ و الأدب العربي العريق...
لم يثقل عليها بالتدريس فهم لديهم وقت قصير للغاية وهي ساعات الزلة و الزلفى و البهرة اي بعد منتصف الليل ما إن ترقد العائلة أجمع..
إلا أنها كانت تحب الكتب و معلوماتها و تلك الرسومات السوداء التي تسمى بالكلمات و الأحرف تلك القواعد و العبارات تستهويها إضافة للتاريخ الذي تتلألأ عيونها الحوراء الكحلاء لمجرد قرائتها..
تتمنى مشاركة معرفتها لعائلتها لكن تختم على قلبها تلك الأمنية و تعقد لسانها حتى لا يزل و يفضح ما كانت تخفيه تحت ستار ظلمات الليل...
في يوم ما في ساعة الظهيرة كانت روجدا تقف جانب امها تتعلم كيفية خبز الرغيف الشهي نطقت والدتها مقاطعة شرود ابنتها..
" لدي خبر سار لكِ "
اكتفت روجدا بالنظر لوالدتها باستغراب منتظرة منها الحديث فاكملت امها قائلة..
" سنذهب اليوم لبيت جارتنا ام بنين لنرى ابنتها فهي أنجبت طفلاً و علينا أداء الواجب و هناك ستأتي صفية "
لمعت عيني روجدا لسماع إسم أختها فهي لم تراها منذ زواجها..
" أصدقاً تقولين أماه؟! كم انا مشتاقه لها.. سأذهب لأجهز فستاني الجديد و اقول لاخي مصعب أن يمشط لي شعري "
ركضت بأسرع ما لديها و الحماس يسري بجسمها..
ذهبت الى اخيها مصعب و وجدت اخويها اوس و هشام قد عادا بالفعل..
" اخي مصعب هل يمكنك تمشيط شعري؟ "
تفاجأ مصعب بأخته الصغيرة وهي ترتدي فستانها الجديد الذي طرزته امها لها منذ أسبوع و ترتدي بعض الحلي..
" بالطبع لكن لما كل هذا التزين؟ "
" سأذهب و امي لبيت الجارة ام بنين لأن ابنتها ولدت و اختي ستكون هناك أنا متحمسة لرؤيتها"

أنت تقرأ
حَـوافِر خَــيّـلِ إمّــرَأةَ
ChickLitهذه الرواية تتكلم عن فتاة في زمن الجاهلية ما قبل الإسلام تتحدى العادات و التقاليد التي تحكم المرأة و تجعل منها عبدة ذليلة حيث تمتطي خيلها و تدهس على تلك العادات المهينة. كيف كانت حياتها منذ ولادتها؟ كيف عرب الجاهلية يعاملون الانثى حين ولادتها و حتى...