الجزء الثاني 🗝️

27 2 0
                                    

بعد مرور أعوام ليست بكثيرة

بلغت روجدا العاشرة من عمرها...

امتازت روجدا بذكائها الحاد و نباهتها و سرعة فهمها و تعلمها فضلاً عن كونها طموحة لا شيء يوقف خيالها..

الفضل كله يعود لمصعب من ساعدها و علمها القراءة والكتابة اضافه لتدريسها الجغرافيا و التاريخ و الأدب العربي العريق...

لم يثقل عليها بالتدريس فهم لديهم وقت قصير للغاية وهي ساعات الزلة و الزلفى و البهرة اي بعد منتصف الليل ما إن ترقد العائلة أجمع..

إلا أنها كانت تحب الكتب و معلوماتها و تلك الرسومات السوداء التي تسمى بالكلمات و الأحرف تلك القواعد و العبارات تستهويها إضافة للتاريخ الذي تتلألأ عيونها الحوراء الكحلاء لمجرد قرائتها..

تتمنى مشاركة معرفتها لعائلتها لكن تختم على قلبها تلك الأمنية و تعقد لسانها حتى لا يزل و يفضح ما كانت تخفيه تحت ستار ظلمات الليل...

في يوم ما في ساعة الظهيرة كانت روجدا تقف جانب امها تتعلم كيفية خبز الرغيف الشهي نطقت والدتها مقاطعة شرود ابنتها..

" لدي خبر سار لكِ "

اكتفت روجدا بالنظر لوالدتها باستغراب منتظرة منها الحديث فاكملت امها قائلة..

" سنذهب اليوم لبيت جارتنا ام بنين لنرى ابنتها فهي أنجبت طفلاً و علينا أداء الواجب و هناك ستأتي صفية "

لمعت عيني روجدا لسماع إسم أختها فهي لم تراها منذ زواجها..

" أصدقاً تقولين أماه؟! كم انا مشتاقه لها.. سأذهب لأجهز فستاني الجديد و اقول لاخي مصعب أن يمشط لي شعري "

ركضت بأسرع ما لديها و الحماس يسري بجسمها..

ذهبت الى اخيها مصعب و وجدت اخويها اوس و هشام قد عادا بالفعل..

" اخي مصعب هل يمكنك تمشيط شعري؟ "

تفاجأ مصعب بأخته الصغيرة وهي ترتدي فستانها الجديد الذي طرزته امها لها منذ أسبوع و ترتدي بعض الحلي..

" بالطبع لكن لما كل هذا التزين؟ "

" سأذهب و امي لبيت الجارة ام بنين لأن ابنتها ولدت و اختي ستكون هناك أنا متحمسة لرؤيتها"

حَـوافِر خَــيّـلِ إمّــرَأةَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن