بعد أن كبرت روجدا و صارت بعمر السابعة عشر ربيعاً..
تمتطي فرس بنين بمهارة و رزانة ،تنطلق و بيديها القوس والسهم تسددها على بعض الأماكن التي اعتبرتها العدو..
لقد تفوقت على مدربتها بمراحل حتى أن بنين تدمع بصيرتاها لرؤيه تلميذتها الصغيرة تتحسن و تركب الفرس بشجاعة تجعل المقابل يقشعر بدنه لهيبتها..
تنزل من على الفرس والإبتسامة لا تكاد تفارقها..
" أنظري بنين! لقد أصبت النقاط أجمع! أشعر وكأنني فارس مغوار يهابه الناس "
ضحكت بنين لكلمات روجدا و قالت..
" بل أنتِ أفضل من هؤلاء الفتية الذين يرتدون قناع الشجاعة و هم خلف ذلك القناع مجرد فئران جبانة "
ابتسمت روجدا و علامات الفخر بدأت ترسم على ملامحها..
" بعد يومين سوف يقام سباق للخيول، في كل مسابقة اكون المركز الثاني أو الثالث لكن هذه المرة سوف أكون الأولى و ساغلب ذلك المغرور البائس "
استغربت روجدا قائلة..
" من يأخذ المركز الأول عادة؟ "
أجابت بنين..
" إنه مالك، مع أنه لا يزال غلام صغير يكبرك ثلاث سنوات فقط إلا أنه شجاع و فرسه يجري وكأنه يجري لحياته و حياة صاحبه "
أومأت روجدا بتفهم..
" إذاً غداً سأراكِ لتشجيعكِ "
ابتسمت بنين و احتضنت روجدا كعلامة شكر لها..
...
في اليوم الموالي..
أرادت روجدا أن تذهب إلى بنين إلا أن أمها اوقفتها قائلة..
" ابنتي، لما هذه الزيارات المتكررة لبيت أم بنين؟ و خاصة لعبك مع بنين لا أرتاح له "
أجابت روجدا..
" أمي، غداً سيكون سباق الخيول و كالعادة بنين هناك انا فقط سأذهب لتشجيعها و أعود.. وداعاً "
الذي كان يوصل روجدا لبيت أم بنين هو مصعب الذي كان سعيد كون لدى أخته صديقة تلعب معها ولم يكن يشك بشيء البتة..
عند وصول روجدا دقت الباب حتى فتح لها بعد قليل من الوقت..
كانت اخت بنين و بدى عليها الخوف إلا أنها استقبلت روجدا بشكل جيد ..

أنت تقرأ
حَـوافِر خَــيّـلِ إمّــرَأةَ
ChickLitهذه الرواية تتكلم عن فتاة في زمن الجاهلية ما قبل الإسلام تتحدى العادات و التقاليد التي تحكم المرأة و تجعل منها عبدة ذليلة حيث تمتطي خيلها و تدهس على تلك العادات المهينة. كيف كانت حياتها منذ ولادتها؟ كيف عرب الجاهلية يعاملون الانثى حين ولادتها و حتى...