الفصل الثامن

325 15 1
                                    


نظرت إليه بأعين دامعة، و ألقت ما بيدها فى وجهه بحزن و أردفت بقهرة مخلوطة بغيرة: أهي الصور دي بتثبت إنك فعلاً زير نساء. 
إلتقط حسام إحدى الصور التي سقطت أرضًا، و تفحصها بملامح جامدة، فلم يبدو عليه أى تعبير يدل على الدهشة أو الاستغراب، و هذا ما جعل فاطمة تتأكد من ظنها و أن تلك الصور حقيقية.

استوى حسام على قدميه،و نظر إليها قائلًا بترقب: انتى مصدقة الصور دى؟ حتى لو قولتلك إنها متفبركة و إني مظلوم؟!
أزالت دمعة قد فرت من عينيها، و أردفت بصوت مختنق، يعني البنت الحامل كانت كذابة و اللى معاك فى الصور دى كمان واحدة نصابة!
أغمض حسام عينيه بضيق، قم أردف مبررًا: أعتقد أنتي عارفة أنا هتجوزك ليه! فمن البديهي يعني تعرفي مين اللى عايز يفرق بينا!

لم تقدر فاطمة على كتمان مشاعر الحزن أكثر من ذلك، فهي حقًا تتألم، فمن تعشقه..... الآن تراه برفقة فتيات آخريات غيرها، تحدثت بوجع من بين شهقاتها: و يعني المفروض أصدقك؟؟
حسام بضيق: ايوه طبعًا، دا اللى المفروض يحصل، مش إنك كل حاجة تلوميني! المفروض يكون بينا ثقة! فيما عدا ذلك هنكون دائمًا فى مشاكل.

ابتلعت فاطمة غصة مريرة فى حلقها، و قبل أن تنطق دخلت ريهام على عجلة و قالت بقلق: فى ايه يا ولاد؟ ايه ده، فاطمة بتعيطي ليه؟؟

ركضت فاطمة إلى غرفتها و لم تجب على سؤال والدتها،في حين مد حسام يده إلى ريهام قائلًا: بتعيط عشان دي.
اخذت ريهام الصورة من يده و نظرت إليه بصدمة، ثم حدثته قائلة: دا ايه؟ أنت متعملش حاجة زى كدا صح؟

تنهد حسام بقلة حيلة و قال: ما دا اللى بحاول أفهمه ل فاطمة لكنها مش مقتنعة.

أعادت ريهام نظرها إلى الصورة مرة آخرى و التى يظهر فيها حسام برفقة فتاة فى ملهى ليلي، أعادت ريهام نظرها إليه وقالت: أعذرها يا حبيبي، اى حد مكانها هيصدق الصور، لكن أنا عشان عارفاك و عارفة تربيتك فمش هصدق حاجة زى كدا أبدًا.

فى هذا الوقت ذهب يزن ليفتح باب المنزل، فظهرت من خلفه سالي التى ما إن رأته حتى قالت: أنا برن عليك بقالى ساعة، فونك مشغول.

قال يزن: كان عندى مكالمة مهمة، خير! حصل جديد؟
سالي بقلق: ممكن تحصل مشكلة، أنا عرفت من سعد إنه بعت ظرف باسم اختك فيه صور مفبركة لحسام.

شرد يزن لوهلة و هو يتذكر أن فاطمة فتحت الباب منذ دقائق، فأردف بخفوت: شكلها حصلت، تعالي معايا.

كان الصمت يخيم على حجرة الجلوس عندما دلف يزن و معه سالي التى ألقت التحية، فنظر إليها حسام بلوم، فشعرت هي بالحرج و أردفت: أنا آسفة يا باشمهندس، كان غصب عني و الله.

لم يتحدث حسام و إنما نطقت ريهام بدلاً عنه قائلة: من القمر دى يا يزن؟
يزن بجدية: دى النقيب سالي يا ماما، زميلتي فى الشغل.
رحبت بها ريهام، بينما طلب يزن أن يتحدث مع حسام فى الخارج.
بادر يزن قائلًا: عرفت من سالي إن سعد بعت صور لفاطمة، و من شكل ملامحك إن حصل حاجة، فاطمة صدقتهم؟
أردف حسام ساخرًا: أمال يعني هتصدقني انا! أنا صورتي دلوقت فى نظر أختك زير زير يعني.
يزن: كويس إن سالي هنا، هخليها تتكلم من فاطمة و تفهمها.
حسام: طب و مامتك؟
نظر إليه يزن بتفاجئ: هى شافتهم؟
اماء حسام برأسه قائلاً: مع الأسف اه، بس مامتك مش مصدقة الصور.
يزن بجدية: خلاص، ماما أنا هقولها أى حجة، و سالي هتحل مشكلتك مع فاطمة.

بانتظار العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن