وقعت عينيه على فاطمة التى تتحدث بود إلى شاب، شد على يده بغضب فبرزت عروقه بشدة.
تحرك صوبهما و هو لا ينوي الخير على الإطلاق، نطق بصوته الجهوري و بنبرة عصبية: فاطمة......
التفتت سريعًا إليه و ابتسمت، و لكن تلاشت تلك الابتسامة عندما أردف حسام بغضب يداري غيرته: واقفة هنا ليه؟ و مين ده؟
أردفت بتكشيرة و بعناد: و أنت مالك؟ أنا أقف فى المكان اللى يريحني و مع الشخص اللى أنا عايزاه.
اصطك حسام على أسنانه بغضب، ثم اطبق يده على معصمها و سار بها ساحبًا إياها، كاد ذلك الشاب أن يلحق بهما و هو ينادى فاطمة، لكن حسام كان مغيبًا عن صوته تمامًا فكل ما يشغل عقله هو وقوف فاطمة مع أحد غيره.لفت فاطمة رأسها ناظرة إلى الشاب و قالت: ارجع أنت يا نادر، أنا عارفة الحيوان ده، مقلقش.
وصل بها حسام إلى مرآب السيارات الخاصة بشركته، أوقفها أمامه بعنف ثم نطق قائلًا: أسلوب كلامك معايا، لحد دلوقت أنا كنت ساكت عليه، لكن بعد كدا مش هسمحلك بده، فاهمة!
حدثته بعصبية: و الله أنا حرة فى أسلوبي، مش عاجبك شيل ده من ده يرتاح ده عن ده، و بعدين مكنش ينفع تتكلم معايا كدا قدام نادر.
حسام بتهكم: دا لما اكون كيس جوافة، ساعتها مش هحرجك قدام حد، لكن أنا حسام المنشاوي ألاقي خطيبتي واقفة مع واحد غريب و بتتكلم و تضحك فى نص الشارع و مش عايزاني أتكلم!
- و أنت مالك؟ بصفتك مين بتحاكمني؟
- بصفتي خطيبك و زوجك المستقبلي.
- اولًا أنت لسه مش خطيبي و إن شاء الله مش هتكون، ثانيًا مش من حقك تعاملني بالأسلوب الهمجي ده.حسام بغيرة: خليكي صريحة و قولي بقى إن ده اللى مش عايزة تتجوزيني عشانه!
صمتت فاطمة بذهول، أهو الآن يتهمها أنها تكن المشاعر ل نادر؟ و أنهما يتواعدان؟...... رفعت إصبعها فى وجهه و قالت بنبرة تحذيرية: المرة دى أنا مش هعلق، لكن لو اتهمتني بحاجة زى كدا تاني فأنا و الله ما هسكت يا حسام يا منشاوي و هقل منك جامد.أنزل إصبعها بيده قائلًا بتكشيرة: أنا مبتحذرش يا آنسة فاطمة يا محترمة! لكن أنا اللى بحذرك موقف النهاردة لو اتكرر تاني ع الأقل من هنا لحد ما مهمة يزن تتم هتشوفي وش مش هيعجبك و ساعتها هتلعني اليوم اللى شوفتيني فيه...... مش أنا اللى مراته تمشي على حل شعرها!
أدمعت عينيها بحزن و أردفت: أنا مش هسامحك على كلامك ده، أنت أثبت لى إن معايا حق فى رفضي ليك.
نزعت كفة يدها من يد و خطت خطوتين، ثم توقفت و قالت: و قبل ما أمشي، لازم تعرف إني مايشرفنيش أكون مراتك.
غادرت فاطمة المكان و بقى حسام موضعه، زفر بضيق و هو يأنب نفسه على تفوه به، فهو لم يكن ينوي أن تلك الكلمات اللعينة التافهة، بل كان يرغب فى إخبارها بأنه يمتلك مشاعر لها و أنه يريد الزواج بها ليس فقط لحمايتها، و إنما لأنه يريدها زوجةً له حتى يدركه الموت.
