・° الفَصْلُ الأَوَّلُ °・

3.4K 77 40
                                    







هناك ملاحظة في الأخير إقرأنها ♡





°

وَ في لَيلةٍ منْ لَيالِي الشّتَاء، المُثقَلةِ بالأسَى و الضّجر، بالبَردِ و الخَوفِ و الألَم، ألمُ جَسَدي و تَعبُ عَقلِي، فَمَا كفَفتُ أنُوحُ اللّيل و النّهَار، عَلى حَالي الذي بَاتَ في الحَضِيض و علَى ما كُنتُ أعِيشُ من كَذبٍ بَغِيض.

أجْتلسُ هَا هنَا وحِيدًا، وسطَ البَردِ الشّديد، و قَلْبي مِلأهُ الأسَى المَدِيد، في مَكانٍ مُكتظّ أَينَ يَكثرُ المَارّون عَلَى السّابلةَ فيَمْلأ الرّجالُ و النّسوةُ و الأَطْفالُ الشوَارعَ، غَامرينَ الدّنيَا بصرَاخَاتهِم و معَمّرينهَا بأصْواتِ ضَحكَاتهِم، طَامِسينَ بصَخبِهمْ صَوتَ دُمُوعِ قَلبِي و انكِسَاره، طَامسِينَ صوتَ بكَائِي و نُوَاحِي ، نُواحِي عَلى حَالي الذي بَاتَ في الحَضِيض، عَلى كلّ هذا الكَذبِ المَرِير و الذي مَا انكفّ يَبْعثُ فِينِي الحُزنَ الشّديد، حُزْنًا أثْقلَ كَاهلِي و أَتعَب، حَطمَ جَسَدي و أَرهقْ، فويحٌ لكمْ يا أحبّتِي و يا مَنْ تُعزّ نَفسِي،
قدْ أرْهَقتُمونِي..

فَـ قد خِلتُ أني أعِيشُ عَيشًا رَطيبًا، و لكن مع مرّ السّنين قد صَفَعنِي الإدْراكُ صَفعًا فاندَثرَ كلّ منْ حبي و فَخرِي مع طيّاتِ الرّيح، سِنينٌ هي قدْ تواشَجَ فيها الفَرحُ مع الكذب، الحبّ مع الخِداع، فهل من سَبيل لي لأرتأي الحَقيقةَ يَومًا مَا؟




"هيونغ! أفِقْ من النّومِ أو فَاتَكَ وقتُ الذّهابِ إلى الثّانَويّة! ".

أسْتَفيقُ و كَعَادَتي على صَوتِ دَغدَغاتٍ و دَفَعاتٍ رَقيقَة، أزَالتْ عن عُيُونِي آثَارَ سَاعَات نَومٍ طَويلَة، فهل تتَبَدلُ الحالُ أو تتَغيّرُ الأحْوالُ؟ ها هوَ شَقيقِي الصّغير بطَلتهِ البَهيّة و مَبسَمهِ الحُلو، يجَاهِد في سَبيلِ إيقاظِي من غَفوتِي، بل قُل أنها ما هيَ بغَفوةٍ عَاديّة فكَأني نمتُ نَومةَ اللّحودِ، في هُدوءٍ و سُكون، آبيا فتحَ عيُونِي و الخُروج، الخروج من بينِ بَراثنِ أغطِيتِي الرّطيبةِ الدّافِئة، و التي تَجتَذبني إليها أكثر و أكثر، فَما أنَا برَاغبٍ في الذّهابِ إلى الثّانَوية و لا مُلاقاةِ من فيها منْ أُنَاس..


" صَباحُكَ خَير هيونغ، أخِيراً استَفَقتَ من نَومكَ العَميق، قد ضَيّعتَ وقْتي الثّمين في إيقَاظِكَ!". عَاتَبني هوَ، هذا الطّفلُ الشّقيّ الصّغير، أسْحبُ الكلامَ فَما هوَ والله بطفلٍ عَاديّ، فلا كَلامهُ و لا تصَرفاتهُ شَبيهةٌ بخَاصةِ الأطفالِ، ما يَفتأُ يومََا يُدهِشُني في كلّ مرةٍ أنادِمهُ و أجْتلسُ رفقته، فنَغوصُ في أحَاديثَ و أحَاديث تكادُ لا تَنتَهِ.

A Crestfallen Lie || JikookWhere stories live. Discover now