♡
و ما إنْ وصَلْنا البَيتَ، حَتّى تَبَددَ إرْهَاقي و إنشَرحَ صَدرِي، فإذَا بأهْدَابي أخذَتْ تتَسَاقطُ عَلى بَعضِهَا البعْض في هدُوءٍ و أنَاةٍ، و إذا بجَسَدي يَصرُخُ بي حَاجةّ للنّومِ في رَاحَةٍ و سكينَة. وشَكتُ قَصد غُرْفتِي إلا أنّ صَوتًا جَهيرًا باسقًا كادَ يهزّ ضُلوعَ قلْبي و عرُوشَهُ، صَوتٌ ما هوَ بصوت عادي، يصمّ الآذان و يهدّ الأوصَال، فإذا بأخي الكَبير يغْلقُ بابَ غُرفَتهِ بقُوةٍ جَاعلاً منّي غَارقًا في آتونِ حَيْرتِي و قلَقِي، فمَا بالهُ و مالخَطبُ مَعهُ! في طَريقِ عَودتنَا ما بدَا عَليهِ لا الاهتِياجُ و لا الامتِعاضُ، هو حزِينٌ وَلهَانٌ بل و إنّ العالمَ كلّهُ لا يَسعُ شِدّةَ حُزنهِ، و أنا مُدرِكٌ لهَذَا، ألا أنّ مَلمحَه البَهيّ ما لاحَ عَليهِ ذلكَ، كانَ يَبتَسمُ لي بحُبّ كَعادَتهِ، يُغرِقنِي في بحرِ مَلاحَتِه و حُسنهِ، لكنّي علِيمٌ بما هوَ الحَالُ مع بوَاطِنهِ، و مَرارَةِ ما تعِيشُ دَوَاخلهُ.
لذَلكَ سَأكونُ لهُ الشّافِي و المُعَافِي، سَأكونُ المَرهَمَ لجُرحٍ دامي،فرَجاءً دَعوهُ يَحكِي لي و يفَضفِضُ عنْ ما يثْقلُ صَدرهُ و يُؤلمُ قَلبهُ، أشقَرِي الغَالِي..
" هيونغ ؟أخي؟ عَسليّ العُيونِ و حَبِيبِي؟ افتَحْ لي هَذا البابَ رجَوتكَ أنَا". تَكلّمتُ في هَوَادةٍ و سُكونٍ علّ قَلبهُ قد يَلينُ فَيفتَحُ لي بابهُ و يُفَضفضُ لي غُلّهُ. مُتَيقنٌ أنَا أشَدًّ اليَقينِ أنّ كلِمَاتي بَلغَتهُ، و نَبرتِي وصَلتهُ و صَوتِي تَسَلّلَ إلى أذُنيهِ، إذ أنّ شَهَقَاته اندَثرَتْ، و آهَاته خَفَتتْ فآناته توَقفَت، و ارتعاشةُ جسَدهِ التِي أشْعرُ بها منْ وراء هَذَا الحَائِط قَد هَفتَت.
و استَشرَى الصّمتُ في المَكَان..
أخِي و تَوأمُ رِوحِي هوَ، أشْعرُ به كَمَا يَشعرُ بي، أحسّ بِحرقَتِهِ كمَا يحسّ بحُرقَتِي، فلو بَينَنا جبَالٌ و بحَارٌ و أنْهارٌ، فـ لن يحِيلنا لا الزمَانُ و لا المَكانُ عَن فَهمِ بَعضِنا البَعض.
" لا تفعَلْ هَذا بي هيُونغ، رَجوْتكَ افتَحْ لي البَابَ، قَلقٌ انا أشَدّ القَلقِ عَليكَ، هيا افتَحْ لي، شَاطرنِي الهمّ و سأكونُ لك الطّبيبَ و الدّواءَ". مُستَميتٌ أنا في نَبرة صَوتِي، و عنيدٌ و شَدِيدُ الإلحاحِ، فإن خلفَ هذا الحائطِ، روحٌ عَزِيزةٌ على قَلبِي و غَاليةٌ عَلَى نَفسِي، فلَنْ يَهدَأَ لي بالٌ و لنْ تُطْفأَ لي نَارٌ مادَامتْ هذهِ الرّوحُ جَريحَةَ القلبِ و مُنكَسرةَ الخاَطرِ..
دقِيقةٌ هيَ مَرّتْ، فدَقيقَتانِ و ثَلاثُ دَقَائق أخرَى، و ما منْ مُجيبٍ لندَائِي، ما منْ مُجيبٍ لِصُراخَاتِي و آهَاتِي، فمَا منْ حَلْ لي سِوَى الدّخولَ قَسرًا، حَتْى أرضيَ رَغَبَاتي و أطْمسَ قلَقِي..
YOU ARE READING
A Crestfallen Lie || Jikook
FanfictionREWRITE.. حيث جونغكوك إختار أن يحب شقيقه الأكبر جيمين. " حَائرٌ بينَ أمرَينِ أنا، أحْلاهُما مرّ شَديدُ المَرَارةِ على قَلبي، يَتَغلغَلُ عَميقًا كالخنجَرِ في دَوَاخِلي، فرفقا بي و لتَدلّني على الطّريقِ الصّحيح رَجَوتكَ ". ج. م " هوَ الدّاءُ و الدّ...