・° الفَصْلُ الرَّابِعُ °・

1K 55 4
                                    





.
.
.


سوَيعَاتٌ هيَ حَتّى اقتَرَبت الشّمسُ من مَشرِقِهَا، فدَثرَت غَياهِيبَ ليلة دلجَاءَ حَالِكَة، و بَاتَت الأرْضُ بالدّيسَقِ و الدّفئِ عَامِرَة، و على إثرِ انسِلالِ الشّعَاعِ الخَافِتِ إلى الغُرفَةِ، فُتِحَت العَينَانِ الخَضرَاوَانِ انفتَاحاً، و بالأريحيّةِ عُمّرَ الصّدرُ انشِرَاحًا، و الثّغرُ الأحمَرُ القَانِي زُيّنَ بَسَمَاتاً، حينَ فَطِنَ بيدَينِ صَغيرَتينِ تُحِيطانِ الجِذعَ ،و أنفَاسٍ دَافِئة تُلفّحُ العُنقَ، و خُصَيلاتٍ ملسَاءَ تُدَاعبُ الذّقنَ، فَـ بِدونِ أيِّ شُعورٍ أو إدرَاكٍ مِنهُ، خَرجَت قَهقَهَاتُهُ خَفيفَةً هَادِئةً ،بالحب و الهَوى كَانت مُترعَةً، و علَى صِدقِ مَنابِعِ صاحِبِهَا كَانت شَاهِدَةً.

فأن نَقولَ أنَّ هَذَا الأشقَر الجَمِيلَ منشرِحُ الصّدرِ و عامِرٌ بالفَرَحِ لهو ضربٌ من ضُرَوبِ الكَذِب، فإنه بالغِبطةِ و الجَذَلِ يفِيضُ، و ما السّبَبُ إلا شقيقًا صَغيرًا كانَ لهُ أنِيسًا وَقتَ الشّدّةِ و صديقًا وقتَ الكرَب، فكأنّ هَمّهُ قد زَالَ و إنمحَى، و كأنّ شَجنَه قد مُحِيَ و إختَفَى، بل إنّه و مع طيّاتِ الرّيَاحِ قد إندَثرَ إندثَارًا و بَاتَ غبَارًا.

فـ في لَيلَة البارِحَة و قَبلَ غرَقهِ في غَفوتِهِ بِـ هُنَيهَةٍ، في دَهَاليزِ الأفكَارِ قد غاصَ، في التّفكِيرِ و التّأمّلِ قَدْ أبحَرَ، متخِذًا بالنّقدِ الذًّاتي سلاحًا له، فَـ بهِ يَلومُ نَفسهُ و بهِ يؤنّبُ، يؤنِبُ ذَاتَهُ عَلى وَلوَلَتِهِ و بكَائِهِ لأيّام، عَلى أروَاحٍ سَودَاءَ ملئُها الشّرُور و الظّلام، عَلى من لمْ يَستَحِقَّا لا الفُرصَة الثّانيَةَ و لا الرّحمَةَ و الغُفرَان.
هو حَسمَ أمرهُ و دفَنَ غُلّهُ، و لهُمَا سَيكونُ ناسِيًا بل مَاحيًا لوجُودهِما، كَفيفًا في حُضورهِما، و أصَمًّا عندَ تَحَدّثِهِمَا، و لن يغَيّرَ نَفرٌ رأيهُ، فَـ هوَ لشَخصَيهِما سَيَطمَرُ، و مكَانتهمَا في قلبهِ سيَرمِسُ، و إن فكّرَ قَلبهُ و لو مَرةً في الغفرَان، فَـ عليهِ سيَدعَسُ، و بخِنجَرٍ حَادّ به سيَغرِسُ.

و الحيَاةُ تَستَمرُّ و لا تقِفُ، خصُوصًا على من كانَ خَائنًا و بأحِبّتهِ يغدِرُ، و أحبّ من أحَب و كَرهَ من كَرهَ، هو لم يَكن على خَطأ، فـ سيرينا و مينسونغ منْ دعسَا نعمَةً، خَسرَا حَبِيبًا و صَدِيقًا كانَ لهمَا جَوهَرةً ، قل أنّ خَطأهُ الوَحيدَ هوَ الطّيبَةُ الفَائضَةُ من قَلبهِ، و الذي دَفعَ ثَمنَها من خِلالِ لوعَتِهِ و مأتَمَةِ روحِهِ ، إلا أنهُ تجَاوزَ الأمر، جونغكوك الحبيب بجَانبهِ سَيَكُون، و طَالَما في شَقيقهِ عرقٌ بالحَيَاةِ ينبِصُ فمحارِبا شهمًا و بشجاعَتِهِ جيمين سَيصُون، بسَيفِ الحبّ و الصّبوَةِ سَيزيلُ كلّ الهُمُوم.

A Crestfallen Lie || JikookWhere stories live. Discover now