°
*
°في رقّةٍ و رَتابةٍ، عَدّلتُ جَلسَتِي على كُرسي المَطعَمِ، بَينمَا كُنتُ أقَابلُ أخِي، شَقِيقِي الأشقرُ الحَبِيب، منْ في غِيابهِ أبكِي البُكاءَ الشّدِيد و بيْنَ أحضَانهِ أحيى الحبّ المَدِيد، كانَ اللّيلُ قدْ غَيهَبَ، و كان الوقتُ في حُدُودِ التّاسِعَةُ مَساءً تَقريبًا. كُنّا في إنتِظارُ والدَينَا، أحِبّاء قَلبِي، مَجدِي و فَخرِي، هما من أكنّ لهُما الحُبّ الشّديد و من أهِيمُ بهمَا الهيَامَ الكَبير. العَمَل يأكلُ وَقتًا و ها نَحنُ - أنا و أشقري - نغْرقُ و نَغرَقُ في بَحرِ الشّوقِ غرَقًا، نتُوهُ في المَدَى البَعيدُ ضياعًا.
العَملُ و العَملُ ثم العَملُ و المَزيدُ من العَملِ، و ما الحَلّ لنا سِوَى الصّبرُ، الصّبر لنهَايةِ كلّ شَهرٍ حَتّى نَحضَى لأنفسِنَا بعَشَاءٍ نَدثرُ بهِ الشّوقَ فنَملأُ قُلوبنَا جَوًى و نعَمّرُ كيَانَنَا إنشِرَاحًا.
" تأخّرَا كَثيرًا و أنا أشْعرُ بنَفسِي مُضطربًا، القَلقُ لا يغَادرنِي جونغكوك، هذا ليسَ من عَادتِهمَا، ترَى ماذا حصل!". نبّهَني من خَيَالِي، مُجتَذبًا إيّايَ منْ بَينِ بَراثِنِ رُقُودِي، فكأنّي كنتُ حَالمًا في مَلاحَتهِ و حُسنِ خلقَتهِ، كأنّي كُنتُ عَبدًا لسِحرِ جماله و كَمَالِه، فِتنَتِهِ و دَلالِهِ، فَما لي سِوَى أنْ أشكرَ والدَينَا عَلى حُسنِ و غَضَاضةِ هذا الصّنْع..
" لا تَجزَعْ و لا تَتوَتر يا أخِي، فـ كَمَا تعلَمُ همَا كَثيرَا الإنشِغَالِ و العَملُ أبى تَركَ ثَغرةٍ لهُمَا حَتّى يُريحَا بها البَالَ ". هَدّأتهُ و كَأنّي الأخ الكَبير ، هدأته و كأني لم أكُن في بوَاطِني أعجُّ بالقَلقِ الشّديد، فَيفِيضُ قَلبي بالفَزَعِ و أصنَعُ أسوَءَ القِصصِ. إلا أنّي على اضطِرَابهِ لا أقْدرُ و تَجعِيدِه لِكلاَ حاَجبَيهِ أنٰفَرُ، فـ بِتَوَتْرِه أتَوتّرُ ،و لحُزنِهِ أحزَنُ.
نَحنُ وَاحِد، نَفسُ الرّوحِ و لكن مَا نَفسُ الجَسدِ..
" صَغِيرِي أنْت، خَبّرنِي ما كُنتُ سَأفعَلُ لَوْلا وُجُودُكَ بجَانِبي! أنا فَرِحٌ بلْ و مُنبَسطُ الأسَارِير بحُصُولِي عَليكَ جونغكوكي الصّغِير، لكنّ هذَا لا يَمنعُ أنْي مرتعِبٌ على والِدَينَا أشَدّ الإرتِعَابِ ".
إلهي إنّي لا أقدِرُ عَلَى حُلوّ كَلامهِ و لا رِقّةِ صَوتهِ، فما هو بإنسَانٍ عَادِي، مَاهوَ بمخْلوقٍ بَشَري، مِثله مثلُ سَائرِ الخَلق، بلْ إنّ بهِ لَمسَةً ملائِكيّةً تُذيبُ قلبِيَ الصّغِير، و تَفعَلُ بي الكَثِير، مَحظوظٌ أنا لنيْلِي شَقيقًا أكبَرَ يُنسِينِي البُكاءَ و العَويل و يَدْرَءُ عَنّي الحِملَ الثّقِيل..
YOU ARE READING
A Crestfallen Lie || Jikook
FanfictionREWRITE.. حيث جونغكوك إختار أن يحب شقيقه الأكبر جيمين. " حَائرٌ بينَ أمرَينِ أنا، أحْلاهُما مرّ شَديدُ المَرَارةِ على قَلبي، يَتَغلغَلُ عَميقًا كالخنجَرِ في دَوَاخِلي، فرفقا بي و لتَدلّني على الطّريقِ الصّحيح رَجَوتكَ ". ج. م " هوَ الدّاءُ و الدّ...