فصلت العناق تزامناً مع بداية تواصل بصري بينهما و الذي بات و كأن العيون تتحدث نيابة عن اللسان.
و ما لنا منه سوى الألم و الإنكسار .
و ليت القلوب يوماً تتوقف عن النبض حتى يتوقف عن الألم الذي يجعل صاحبه يذوقه .و إن أصعب الآلام ألم الحب الذي لا يشبع ألماً.
أخذ جون يقترب من وجه الأخرى قليلاً حتى أصبح لا يفصل بين شفاههما سوى بعض الإنشائات .
أطبق شفاهه فوق خاصته في قبلة ناعمة حتى تحولت لقبلة عميقة يبادلها أطرفها بكل هدوء و إنسجام و كأنها كانت القبلة المُنتظرة منذ زمن طويل.
أمسك بمؤخرة رأسها بينما يشدها نحوه أكثر .
أزال لها معطفها الأسود بينما لم يفصل القبلة بعد حتى تبقت ترتدي قميصها الأسود و و بنطالها.
أخذت الأخرى أناملها خلف رأسه تدسها بخصلاته الغرابية بينما وضعت يدها على صدره .
وضعت كفاها على صدره لتفصل قبلتهما حتى ابتعد.
أخذت أنظاره فوق أنظارها التي باتت مبعثرة .
أطبق شفتاه مجدداً فوق خاصتها بقوة بينما إلتحم جسدهما بينما نهض من الأريكة و لم يفصل القبلة بعد بينما طوقت هي ساقاها حول خصره حاملاً إياها ثم صعد الأدراج حتى وصل إلى غرفته .
في مكان آخر....
"هل بحثت جيداً خلال كاميرات المراقبة عن آخر من ذهب لبيت مينا قبل ثلاثة أيام ؟"
أردف المحقق يجلس على مكتبه بينما يقف أمامه مساعده ." سيدي تفضل ،هذا آخر ما شوهد قبل مقتلها "
أردف مساعد المحقق يضع فوق طاولة المكتب وحدة تخزين صغيرة للغاية أمامه ."سيدي ، لقد قامت أليسون بإستجواب جار مينا الذي يسكن أمام باب شقتها "
أردف المساعد بينما تمالت نبرة صوته للحزن ."أين هو التقرير ؟!"
أردف المحقق يناظر وجه مساعده الذي باتت أنظاره تنخفض للأرض ."ها هو سيدي "
أردف المساعد يمد للمحقق أوراق للتقرير بإستجواب.نظر المحقق لغلاف الأوراق و إلى وحدة التخزين بيده بينما وضعهم فوق المكتب ثم بدأ في فرك جبينه بأصابعه بتعب .
"حسناً أليكس ، يمكنك المغادرة "
أردف المحقق يسند ظهره لكرسيه المتحرك .انحنى المساعد بينما خرج من مكتب المحقق و كل ملامحه ليست على ما يرام البتة.
العودة لإيميليا ...
تستيقظ بهلع إثر كابوساً كان يراوضها في أحلامها بينما أخذت تستنشق الهواء لتُعيد إنتظام أنفاسها .
"إيمي ،هل أنتِ بخير ؟!"
أردف جون الذي هرع لمضجعها بينما يتفقدها.أمسك بكأس الماء بينما يمده لها و هي بادلت في تناوله حتى هدأت مع إنتهاء الكأس.