كانت هذه المرة الأولى التي أواجه فيها أبي بهذه الطريقة حتى شعر للحظة أنني سأصاب بإنهيار عصبي لو رفض طلبي فوافق على طلبي و إن كنت واثقة أن موافقته تلك قد جاءت فقط لإمتصاص غضبي حينها ثم سيرفض الفكرة تماما بعد أن تهدأ اعصابي
لكني قنت بإستغلال موافقته الشكلية هذه على أفضل وجه فبعد أيام قليلة خرجت بهدوء و في وقت متأخر من الليل دون إستئذان حاملة حقيبة ثيابي فقط إلى مكان جديد عثرت عليه بالصدفة شقة صغيرة نظيفة مؤثثة تحوي غرفتين و في مجمع سكني قديم في منطقة (السالمية) لكنها بدت لي قصراً فاخراً و أقرب إلى فندق 5نجوم خاصة أنها في دور مرتفع يجعلك تشعر بأمان طفولي محبب و العزال جميل عن العالم سيشعرني بخصوصيتي و يعيد ألي كرامتي.
كنت واثقة أنني بهذه الطريقة سأضع أبي أمام الأمر الواقع خاصة حين اتصلت به فعلياً مع ساعات الصباح الأولى و أخبرته أنني انتقلت للإقامة في شقتي الجديدةو لكم أن تتخيلوا وقع ذلك الخبر عليه فقد راح يشتم و يتوعد و يقسم أنه سيأتي و يجرني من شعري إلى بيت العائلة في حين اتصلت امي بدورها و راحت تتحدث عن العار الذي سألصقه بها و من هذا الكلام الممل المكرر كيف عرفت أمي بالأمر لا أعلم ربما من خلال أبي الذي لم يجدني حين استيقظ مبكراً و اتصل بها ليسأل عني لكم هذا لم يهمني كثيراً
الغريب ان وجودي بعيداً عن والدّي أعطاني القوة لأتحدث عبر الهاتف بثقة و جرأة واضحة و اخبرهما برغبتي بالعيش وحيدة و أنني اخذت منهما ما يكفي من المشاكل و عدم الاستقرار و إن القانون في صفي الان كوني اعمل و لدي حياه مستقره تماما فلا يحق لاحد ان يملي علي اوامره ولا اعرف في الواقع مدى صحه كلامي لكني كنت اتحدث بثقه غير مكترثه بالامور القانونيه المهم ان كلام ابي وتهديده كان متاخرا وخاصه انني قد انتقلت فعليا للسكن في تلك الشقه مؤثثة كما ذكرت
عشت ايام الاولى في شقتي بهدوء وقد وجدت ان حياتي تتحول للافضل وبسرعه ملحوظه فاذهب الى عملي واقضي بعدها معظم الوقت مع صديقاتي خارج الشقه ولا اعود الا في التاسعه او العاشره مساء وكان هذا بمثابه العلاج النفسي الذي طالما بحثت عنه فكنت استمتع استمتاع بالذهاب الى التسوق او للسينما حتى انني قد خططت مع احدى صديقاتي للسفر لاوروبا في فتره الصيف
لم يكن ينكد على حياتي ويثير غصه في حلقي سوى ابي الذي اقسم على المجيء الى مقر عملي في البنك ليضربني ويجرني من شعري امام الجميع وياخذني للبيت وقد اخافني هذا كثيرا في البدايه فكنت اترقب حضوره يوميا الا انه لم يفي بقسم بقسمه هذا حتى بدا لي وكانه تقبل الامر الواقع بعد مرور اربعه ايام فحسب على سكن وحيده وشعرت انه ربما يكون سعيدا بخروجي من بيت العائله فعلى الاقل انتهت المشاكل والخلافات التي كان بسببها وجودي في غرفتي ابنه عمي ولكنه فعل كل ما فعله من غضب وقسم فقط ليثبت ان امرا كهذا غير مقبول
بالطبع كل ما قلته لم يكن سوى مقدمه اشرح فيها سبب انتقالي للسكن وحيده في شقه حسنا متى بدات الامور تتخذ منحنا مختلفا متى بدات قصتي فعلي ان كان هذا في صباح يوم السبت وقد مضى على انتقاله للشقه الجديده اقل من اسبوع اتذكر انني استيقظت من النوم وخرجت من غرفتي بثياب النوم المريحه التي ارتديها اتثائب بكسل لذيذ مستمتعه بالهدوء الذي اعيشه مؤخرا ثم اتجهت بعدها الى المطبخ ليعد لنفسي طعام الافطار لاجد مفاجاه مخيفه غريبه اطارت كل اثر للنوم من عيني في لحظه واحده
حسنا عندما دخلت المطبخ وجدت ان شخصا ما قد اقتحم شقتي وقام باعداد وجبه خفيفه لنفسها اثناء نومي وتناولها على طاوله المطبخ هكذا بكل بساطه ووقاحه بل ان ذلك الدخيل لم يقم حتى بتنظيف الاطباق لاخفاء اثر اقتحامه لشقه مثلا فهذا طبق وجدت عليه بقايا فول واخر يحوي بقايا البيض المخفوق حسنا انا لم اتناول العشاء في شقه بالامس بل كنت مع صديقاتي وعندما عدت في المساء دخلت المطبخ لاخذ علبه مشروبات غازيه ولم اعد لنفسي ايه وجبه انا واثقه من ذلك الامر واضح هناك من تسلل الى شقتي في وقت المتاخر من الليل اثناء نومي وعد لنفسه طعاما التهمه بكل راحه بال ثم خرج اعرف كيف يبدو عليه الامر من غرابه لكن هذا ما حدث
لا يمكن ان اصف لكم شعور الخوف الذي سيطر علي وجمدني في مكاني للحظات هل تتخيلون شعور المرء حين يكون نائما في مسكنه الذي يعده اكثر الاماكن امنا في العالم ثم يستيقظ ليجد ان احدهم اقتحم خصوصيته واعد لنفسه وجبته عشاء تناولها بكل برود وخرج لا يمكن ان اشرح لكم كيف انهار حاجز الامان في حياتي فجاه خاصه وانني لم انتقل للاقامه هنا الا منذ اقل من اسبوع فحسب
أنت تقرأ
حالات نادرة
Teen Fictionقصص غريبة تدور أحداثها حول مراهقات كويتيات م.عبد الوهاب السيد الرفاعي