أفرغت مثانتي و كلي رضا عن الكون..ثم قررت بعدها الذهاب إلى المطبخ لأعد لنفسي شيئاً خفيفاً أكله كوني لم أكل منذ غداء الأمس.. فخرجت من الحمام وسط السكون الذي يخيم على البيت حتى تكاد لا تصدق انه سيتحول لخلية نحل بعد استيقاظ الجميع.. و رحت أصنع لنفسي ساندويتش بسيطاً وضعته في (الميكروويف) بشرود
رحت بعدها أراقب العداد الزمني للتسخين و الثواني تمر بهدوء .. قبل أن أضغط على زر إغلاق (الميكروويف) بسرعة قبل ثانية واحدة فحسب من إنتهاء وقت التسخين.. أحب أن افعل ذلك دوماً..فهذا يشعرني وكأنني بطل أنقذ العالم من انفجار قنبلة
ممسكاً بصفحة الطعام الصغيرة بطريقة آلية إلى غرفة نومي حيث بدأت ألتهم الساندويتش و أنا جالس على الفراش و أشاهد الشباك بوجه حزين منَحَني شخصية الحالم و جعل عينيّ تمثلان البراءة نفسها.. أحب نفسي كثيراً عندما أكون حزيناً .. لأنني أشعر حينها بعمقي الإنساني .. ماذا؟.. تظنون أنني غريب الأطوار؟.. جميعنا غرباء الأطوار يا أعزائي لكن على درجات مختلفة.. فنحن لا نمتلك شخصية محددة .. إننا مجرد قطع صغيرة من كل الشخصيات التي إلتقيناها في حياتنا .. تأكدوا من ذلك.. لهذا نتصرف بغرابة أحياناً .. و بذكاء أحياناً أخرى..و..ألخ
السماء تمطر بالخارج في مثل هذا الوقت من شهر نوفمبر .. و لكنه ذالك المطر الخفيف الهادىء الذي يزيدك استرخاء.. أتذكر في طفولتي عندما كنت أشاهد قطرات المطر و هي تتدحرج و تتسابق على نافذة غرفتي ..فأرى باستمتاع أي منها ستصل إلى النهاية أولاً .. يا لها من أيام رائعة لن تعود.. من المؤسف حقاً أنني في أيام الطفولة كنت دائماً أريد أن أكبر.. لكني أدركت الآن أن أقلام الرصاص المكسورة و الدرجات التي لم أحققها أهون بكثير من قبل مكسور و أحلام لم تتحقق
النهاية

أنت تقرأ
حالات نادرة
Novela Juvenilقصص غريبة تدور أحداثها حول مراهقات كويتيات م.عبد الوهاب السيد الرفاعي