part"36": الملاك الثاني

2.9K 118 0
                                    

بعد مرور ثمانية أشهر...

صراخها يملأ المستشفى وبيديها الصغيرة تضرب الذي يحملها وقد أصيب بالطرش وهو يدخل بها ويصرخ بصوت مرعب لتنتبه إحدى الممرضات وتجلب النقالة ويضعها عليها أما هي تبدأ جولة بكائها وارتجاف جسدها وهي متمسكة بيده بقوة وتضغط عليها وتتوسله حتى لا يتركها

اماليا:"أرجوك لا تتركني سام..إبقى معي لن أنجح لوحدي..اللعنة هذا مؤلم"

كان الاخر غاضب جدا ويحاول تصنع الشجاعة ليبقى سند زوجته وقوي لأجلها إلا أنه أضعف الأشخاص الآن..يشعر بألمها وبارتجاف يده بين يده وهي تطلب منه عدم تركها..مع أنه شيئ عادي ويحصل مع أي امرأة لكنه لم يسبق وأن جرب أي منهم ذلك الشعور..قلبه يتحطم لأشلاء لرؤيتها هكذا

يتوقف عن الركض مع الطبيبة والممرضات بعد أن دخلو غرفة العمليات وطلبو منه البقاء في الخارج

يقف بخوف وهو يشبك أصابعه ويطقطق بها بقوة..إنها المرة العشرون التي يفعل بها ذلك لشدة توتره..يقسم أنه لم يعد يشعر بمفاصل أصابعه

ينظر للباب ويتنهد بتعب بعد أن عم الهدوء واختفى صوتها ليعرف أن المخدر أخذ مفعوله وبقي طوال الوقت يمشي ويعود وكل دقيقة والأخرى ينظر للباب ينتظر خروج أحد ليريح قلبه بكلمة واحدة فقط على الأقل

يسمع صوت خطوات تجري بسرعة لينظر وإذ هي إحدى الموظفات في الشركة وصديقة اماليا الوحيدة في العمل

تقف امامه وهي تتنفس بسرعة لتقول بتعب

لوسي:"هل خرج أحد؟!..متى وصلتم؟!"

ينظر إليها بقلة حيل ليجلس على إحدى المقاعد الموجودة جانبا فهو يشعر بارتخاء وضعف جسده ليردف بتعب ويتخيل إعادة المشهد أمامه ليشعر بغصة في قلبه

سام:"وصلنا منذ قليل..لقد كانت تبكي..توسلتني لأبقى معها ولا أتركها..كانت تتألم..اللعنة على هذا الحمل الأحمق"

تكتم الاخرى ضحكتها بصعوبة لتقترب منه وتقول بنبرة تجعله يطمئن بها

لوسي:"اهدأ وستكون بخير..جميع الحوامل عند موعدهم يحصل معهم هكذا لذا لا تقلق..سترى طفلك ألست سعيد بذلك؟!"

يبتسم بخفة وهو يتخيل أنه يحمل طفله بيده..لايهتم إن كان ولد أو فتاة المهم أنه سيصبح أب..سيسمعه يناديه ب أبي وهذا ما أعطاه بعض القوة والصبر لموعد انتهاء العملية

بعد دقائق يصل أيضا ذلك الكبير وهو يمشي بخطوات واثقة وهادئة وتلك اللفافة تتوسط أصابعه فهي لم تفارقه منذ ثلاثة أشهر..أصبح مدمن شراب ودخان..أصيب بالأرق وأصبح شيطان بمعنى الكلمة..متوحش ولا يأبه لأحد أياً كان..يقتل أعدائه بدم بارد وبكل سهولة..عديم الرحمة وبدون قلب..تلك الثلاثة أشهر قد غيرت به الكثير..جعلت منه وحش قاسي لا يستطيع أحد التكلم معه..حتى سام أصبح يخاف منه ولا يتكلم معه كثيرا ويفضل البقاء بعيدا لسلامته وسلامة الآخر ففي الكثير من المواقف قد نجى بأعجوبة من كأس مرمي يستهدف رأسه..أو رصاصة تستهدف قلبه وهو يتفادى ذلك وغير قادر على فعل شيئ لصديقه القديم وأخيه الكبير..لم يكن يؤمن بوجود الملائكة لكن شخص واحد جعله يؤمن بوجود واحد منها فقط..وقد ذهب الآن وبالطبع لن يؤمن بهذا من جديد بعدما عاهد نفسه بذلك

<لعنة حب الشيطان//The curse of Satan's love>حيث تعيش القصص. اكتشف الآن