شاعر مجنون

17 3 0
                                    



في محطّة الترامواي التّي لا توجد في قريتنا
رصيف حزين
تعانقه أوراق الصّفصاف برفقٍ!
تربّت على كتفيه رياحُ الخريف
يراقبهما المساء  بحنوٍّ
ثم ينصرف .

في الجامعة المقابلة لبيتنا
والتي لم أصل إليها
تجلس طالبة وحدها
تنتظر فارسَ أحلامٍ
أو تنتظر الأستاذ المشرف على مذكّرة تخرّجها
أقترب منها لا لأفزعَها (حرمني الله السيجارة والعبارة إن فعلتُ ذلك).
بل لأتسوّل منها دنانيرَ لسجائري التّي تكون فخامتها بحسب عطائها.

في المسجد
قال الإمام إنّ ما تُنفقونه فإنّه في سبيله٠
أرجع المصلّون أيديَهم إلى جيوبهم
وجذبوا الدّينار إلى تقيّة الشّابّ النّحيف
الذّي يتخطّى الصّفوف بخفّة
ويومئ برأسه كثيرًا
أرجعت يدي إلى جيبي
لم أجد الجيب
ولمّا حاولت أن أنصرف
لم أجد الصّبّاط ! ( الحذاء)

في الحومة  (الشارع )مخبرون كثر
يحذّر منهم مدخّنو الحشيش
يتّقون شرَّهم
ويشيرون إليهم بالأصابع!
في الحقيقة لم يكن هناك مخبرون
ولا بوليس
سوى فزاعات بستان مجاور.

في قلبي ديوانُ شعر
ديوان الشعر حقيبة ثقيلة في يد قلبي
مليئة بتذاكر القطارات
وبمذكّرات  الجميلات 
وأحذيةِ بعضهنّ للذّكرى
لا يقوى قلبي على حملها!

في الوصفة الطبّية التّي تُخفيها أمّي سرّ خطير!
حرّرتها الطّبيبة المعتمدة في نوفمبر قبل عامين!
كتبت فيها معلوماتٍ سرّيةً
أخفاها يومها أخي عنّي
وعن أمّي!
لم أشأ معرفة ما فهم منها
وما أخبرته الطبيبة
سوى أنّي هززت رأسي ساخرًا
لقد كنت مختلًّا قبل أن تعرفَ الطّبيبةُ
وقبل أن يعرف أخي!

ديوان الشّعر حقيبة ثقيلة في يد قلبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن