رعشة أصابت قلبي

658 29 7
                                    

"آنسة شغف.... آنسة شغف كامل"
صدحت تلك الكلمات من مكبر الصوت الذي يمسك به الاستاذ وليد ،حيث كان يصيح بأعلي صوته ؛لكي تلتفت له تلك الفتاة لكن دون جدوى ،بينما كان يقف بجانبه شاب هادئ الوجه، ذو ملابس تحتلها الالوان المتدرجة من الأبيض ،كان يوزع نظره داخل المدرج؛ بحثًا عن تلك الفتاة المدعوة شغف.
تحرك الشاب من مكانه ثم توقف أمام أحدي المقاعد ،التي تجلس بها فتاة ،لكنها في الحقيقة نائمة على الطاولة التي أمامها .
كان يتخلل عقلها نوم عميق ،حتي سمعت طرق أصابع أحدهم أمامها، لذا رفعت رأسها عن موضع نومها، وما لبث أن وجدت الجميع ينظر نحوها، بفضول لمعرفة من هي شغف، نظرت للواقف أمامها ثم إلي وليد الذي نبس فور ما رآها:
"آنسة شغف بنده بـاسمك من فترة ،ممكن تتفضلي هنا."
عدلت شغف من خمارها ،بينما أزاح الشاب عن طريقها ،وقفت شغف متقدمة من المنصة، التي تكمن أمام جميع الطلاب ، كانت تفرك في يداها، بينما نبضات قلبها رفعت حد السماء ، وعقلها أنشغل بالتفكير ؛في ماذا اقترفت هي حتي يدعوها الأستاذ إلي هنا .
وقفت شغف أمام المدعو وليد ، وهي تنظر نحو الشاب الواقف بجوارها شاردة بـملامحه الهادئة ، أخرجها من شرودها حديث الشاب، الذي كان ينظر في عيناها مباشرةً :
"آنسة شغف حضرتك كان عندك فكرة ، و عرضتيها عليا عشان أقيمها ، ممكن تعرضيها للحضور ."
نظرت شغف لجميع من يجلس أمامها بخوف، ثم أشاحت بنظرها نحو وليد ،الذي سبت بهدوء وهو يعطيها مكبر الصوت:
"أستاذ هادي عرض عليا الفكرة بتاعتك ، والحقيقة أنها عجبتني جدًا ، ممكن تعرضيها عشان زمايلك يـستفادوا ."
أخذت شغف مكبر الصوت بيد مرتعشة ، ثم نظرت إلى الطلاب أمامها ، هم كثيرين كيف لها أن تتحدث باسمها حتى ، أخذت شغف نفس عميق ثم نبست بهدوء :
"أهلًا أنا شغف كامل ، كان عندي فكرة فكرة مبنى للمطرودين."
ما لبث أن أنهت حديثها ، حتي أستمعت إلى قهقهات الطلبة من حولها ، بينما ضرب وليد بيده على الطاولة.
"الموضوع ميضحكش على فكرة ، كام واحد أتطرد من بيته، أو كام حد ملوش ملجيء دافي يتحامي فيه ،أنا هعرض عليكم دلوقتي صورة المبنى ، المبنى من تصميمي ،مدعم بكل حاجة ممكن أي حد يحتاجها."
أنهت حديثها وهي تضع مكبر الصوت على الطاولة ، ثم أستدارت إلي وليد الذي نبس :
"شكرًا على أنصاتكم ،هستناكم في المحاضرة الجاية"
أنهي حديثه ، بينما استدارت شغف إلي هادي ؛لكنها لم تجده في مكانه ، لذا خرجت من المدرج وهي تأفف .
"رايحة فين يا قطة"
أستدارت شغف إلي ذاك الصوت الهادئ، الذي تعرفه جيدًا أنه هو هادي.
"هادي كنت فكراك هربت زي كل مرة، بس الحمدلله أخيرًا قفشتك"
اقترب هادي منها بابتسامة ك اسمه، ثم أخرج وردة بيضاء من خلف ظهره ، قدمها من شغف، ثم سبت بهدوء:
"أنا إلي قفشتك مش أنتِ يا شغف، ده اولًا ثانيًا الوردة دي بتاعة كل مرة ،ياريت تحتفظي بيها."
اخذتها منه ثم نظرت إلي الوردة، و رفعت رأسها ولم تجده، لذا وضعت الوردة في حقيبتها ،وهي تجلس على أقرب مقعد منها .
"القمر إلي مشرفنا على الفضائيات."
نظرت شغف إلي صديقتها ، التي قفزت بجانبها وهي تنبس بنبرة شغوفة:
"الفكرة حلوة جدًا، أكيد هتعمليها صح ولا اي؟!."
احتل الحزن ملامحها ، ثم شردت أمامها تمتنع عن الرد ،بينما سبتت صديقتها بنبرة يعلوها الحزن:
"خالك صح مش هيسمح لك ، عشان هو بني آدم بارد."

أن تبوح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن