وقفت تنتظره يقول شرطه.
نظر لعينيها بكل جرأة وقال:
_سأجعل بكر يتزوج بأختك..شرط أن تقبلي قضاء
بضع ليالي معي!
صرخت وهي تضربه بكل قوتها:
_ياسافل..ياحقير...اتظنني رخيصة مثلك؟!
أطبق بيده على فمها وقد التصق ظهرها بالجدار، وقال :
_ لاترفعي صوتك هكذا ! تريدين انقاذ اختك ..
إذا عليك بالتضحية..سأرفع يدي عنك وستسمعيني
للأخير دون صراخ ..أتفقنا؟
لم تقل شيء ولم تؤمىء بشيء..فقط ظلت تنظر
بعينيه بغضب. وكانت نظراتها تربكه للمرة الثانية.
أبعد يده عن فمها وقال:
_ انا اقترح عليكِ ان تقضي اياما معي ..بالحلال.
_ ماذا تقصد بالحلال؟..لست افهم !
_سأعقد عليكِ..زواج مؤقت يعني...مع إني لا أرى
أن ذلك سيفرق معك!
_ ماذا تقصد؟ أتقصد أنني مومس ولافرق عندي
إن قضيت معك اياما بالحلال او الحرام؟! أهذا
ماتلمح به؟!
_ أسمعيني..لقد اقترحت عليك اقتراحا..يصب في مصلحة الجميع..ستتزوج أختك من بكر..وستعيشين أنت اوقاتا ممتعة معي ..بالحلال...يكفيكما انكما ستناسبان اكبر تجار المدينة!
_وماذا فعلنا لحل المشكلة؟ ستتزوج رهف وتنتهي مشكلتها..وانا سأقع بمشكلة أخرى!
_ وضعك مختلف..فأنت فتاة بالغة..وستتزوجين بالحلال..حتى لو علم اباكِ فيما بعد..لن يكون وقع
الأمر عليه شديدا مثل افتضاح امر اختك الطائشة..
هذا إن كان حقا يهتم لأمركما !
تساقطت الدموع من عينيها بقوة ،وهي ترمقه
بنظرة غضب وحقد...وقالت :
_ ألا تعرف الانسانية والرحمة طريقا لقلبكَ؟!
كان قلبه يضعف امام دموعها وكيانه يهتز لمنظرها المثير للشفقة..إلا إن ذلك كله كان يجعله يرغب بها
أكثر وأكثر..فتلك العينان القهوائيتان التي زادها
الدمع جمالا..قد سحرته حقا !
قال وهو يتنهد :
_ أنا اعرض عليك ذلك من باب الرحمة..صدقيني!
وعلى كلٍ ..لا تجيبي الآن..فكري جيدا وسأكون
بانتظار ردكِ ..خذي هذا الكارت فيه رقمي.
وناولها الكارت.
تحجرت للحظات وهي ترمق الارض لشعورها بالذل.
ثم أخذته بعد تردد بيد ترتعش من شدة القهر.
وهمت بفتح الباب لتخرج، فأوقفها ممسكا بذراعها، وناولها بعض ورق التنشيف(الكلينكس) وقال:
_ أمسحي دموعك قبل ان تخرجي.
اخذته من يده وراح تمسح دموعها وتهدأ من نفسها وخرجت بعد ان رمقته بنظرة، شلت كيانه بها.
....................................................
تنفس الصعداء..وعاد ليجلس خلف مكتبه، وقال
محدثا نفسه: مالذي حدث لي؟..كيف تصرفت
معها هكذا؟ ماسر هذه المرأة؟ لقد اربكتني حقا !
.........................................................
عادت لمنزلها ،منهارة القوى..تشعر بالأنكسار.
جلست بثقل وراحت تعصر رأسها بيدها.
جاءت رهف وجلست امامها ، وقد احست باليأس
لرؤية اختها بهذه الحال.
قالت رهف:
_ أ..أنت بخير ورود؟
رفعت ورود راسها ونظرت لأختها وقالت:
_ أنا بخير.
_ هل ..ذهبت لفجر؟
اومات بالايجاب.
_ يبدو ان لقائك به كان محبطاً..هذا هو فجر!
_ بحياتي لم أر رجلاً قاسياً ومتكبراً مثله!
_ أهذا يعني انه لم ..يتجاوب معك حول الامر؟
_ اعتقد أنك تعرفيه اكثر مني..لقد أشعرني بالاهانة.
_ الوغد ! اخبرتك انه ظالم ولا يمكن التفاهم معه.
_ لاتقلقي..لقد لان قليلاً وقال أنه سيفكر بالامر ..
اظنه سيقبل بزواجكما في النهاية.
_أحقا؟! كيف ذلك؟ الم تقولي انه اشعرك بالاهانة؟!
_ نعم قليلا.. لكنه تعاطف معي اخيرا و...سيفكر
بالأمر.
_ تعاطف؟ هل جعلكِ تبكين أمامه؟!
فسقطت دمعة من عين ورود ، بشكل لا أرادي.
فضمتها رهف وراحت تجهش وتقول:
_ اختي حبيبتي..انا حقا آسفة..ليتني مت قبل ان اجعلك تعيشين هذا الأحساس ..سأقتل نفسي
وأريحك ِفروحي فداك ..ولن اسمح لنفسي بقهرك
اكثر! ارجوك سامحيني !
مسحت ورود على رأسها وقالت:
_بعد الشر عنك حبيبتي... انتي اختي وصغيرتي..
وانا اسامحك ..واعدك ان الامر سينتهي قريبا
على خير.
_ أحقا؟ هل سينتهي على خير حقا؟
_ نعم..سينتهي على خير ..قبل عودة والدي.
......................................................
قضت ورود تلك الليلة بالتفكير ،حتى انها لم تذق
طعم النوم ابدا ، وبهذا فهي لم تنم منذ يومين..
حتى حوط السواد عينيها.
واخيرا قررت قبول عرض فجر.
فكل مايهما هو مصير اختها ، أما بالنسبة لها فهي
اساسا لاترغب بالزواج و قررت منذ زمن ان تكرس حياتها للاهتمام بأختها ووالدها العجوز.
...................................................
أمسكت بالهاتف..وكان ترددها كبيرا.
أستجمعت شجاعتها أخيرا واتصلت به.
جاءها الرد :
_ ألو..من معي؟
_ أنا..ورود !
_ ورود ! يا اهلا وسهلا..كيف حالكِ اليوم..ارجو
ان تكوني افضل حالا؟!
_ الحمد لله.
_ إذا..هل اتصلت لتعلميني بقراركِ؟
_ أ..أجل.
_ أمممم..ما رأيكِ ان نلتقي وتفصحي عن قراركِ
وجها لوجه؟
_ كلا...افضل قوله الآن.
_ حسنا..إني أستمع !
_ أنا..موافقة على شرطكَ .
_ عظيم! هذا يعني إنه لابد ان نلتقي للتفاهم اكثر!
_ ليس الآن...سيعود والدي من عمله مساءا..لن يكون بأمكاني الخروج.
_ ومتى يعود للعمل؟
_ سيبقى مدة اسبوع معنا ثم يعود اسبوع للعمل.
_ تمام..سننتظر انتهاء الاسبوع ونلتقي..خذي راحتك الآن...وانا سأتصل ببكر لأطلب منه العودة واخبره بموافقتي على زواجه برهف.
_ حسنا.
_ مع السلامة ياحلوتي !
..........................................................
أنت تقرأ
أختي هي السبب
Romanceتتمادى بعشقها لحبيبها ،وتنجرف معه لإرتكاب الخطيئة، فتدفع أختها البريئة ،ثمن غلطتها ، و تضطر لمواجهة ألأخ الاكبر لعشيق أختها. أحداث مشوقة.